د.شريف بن محمد الأتربي
قبل عدة أيام أعلن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عن مشروع (ذا لاين) هذه المدينة الفريدة مكاناً وزماناً وخدمياً؛ لتبهر العالم أجمع بما ستكون عليه -بإذن الله-؛ وهو ما يتوقّع من خلاله جذب مزيد من الاستثمارات إلى المنطقة، ومواصلة حصد النجاحات، وتحويل الأمنيات إلى مرئيات ضمن رؤية 2030 التي باتت واقعاً حقيقياً ملموساً داخلياً وخارجياً.
ولم يشأ الأمير الشاب، ملهم الشباب وقائد التغيير أن تمر هذه الأيام بلا حدث آخر لا يقل واقعة وتأثيره عن (ذا لاين)، حيث شارك -حفظه الله- في جلسة حوار إستراتيجية ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي
وخلال الجلسة الحوارية، تطرَّق سمو ولي العهد للفرص الاستثمارية الكبرى في المملكة والتي تصل قيمتها إلى 6 تريليونات دولار خلال السنوات العشر القادمة، منها 3 تريليونات دولار استثمارات في مشاريع جديدة، في إطار ما توفره رؤية 2030 من فرص لإطلاق قدرات المملكة غير المستغلة وتأسيس قطاعات نمو جديدة وواعدة.
ومن الجدير بالذكر أن هذا المنتدى قد أسس عام 1971م في مدينة جنيف السويسرية كمنظمة دولية غير حكومية ويهدف لتحسين حالة العالم عبر تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، كما يسعى المنتدى لإشراك أبرز قادة السياسة والقطاع الخاص بهدف تشكيل جداول أعمال دولية وإقليمية وصناعية، كما يحرص المنتدى على إشراك عدد من أصحاب الاختصاص ويشمل ذلك القادة والسياسيين وصنَّاع القرار وقادة القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية ودور الفكر، وبحضور أكثر من 160 من قادة ورواد الأعمال المؤثِّرين الدوليين مثلوا 28 قطاعًا و36 دولة.
وقد تميزت هذه الجلسة الحوارية بميزات عدة، لعل أبرزها من وجهة نظري هو المكان؛ فمن خلال الصور التي تم بثها وعرضها عبر وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية، وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ ظهر الأمير محمد في جلسة جمعت بين البساطة والتقدّم، فمن جوف الصحراء، وفي بيئة طبيعية غير مشوَّهة ببناء كان اللقاء، وكانت الرسالة واضحة للعيان حين كانت أجهزة الحاسب الآلي والشاشات واضحة للعيان تقول للجميع: إن أردتم مثالاً حيّاً لمدينة المستقبل (ذا لاين) فهذه صورتها المتوقَّعة بدون خيال؛ تكنولوجيا تصدح في كل مكان وبيئة طبيعية خالية من التلوث.
إن اختيار هذا المكان وهذه الصورة لجلسة سمو ولي العهد -حفظه الله- حملت ملايين من الرسائل إلى المشاركين في الحوار ومن قبلهم للعالم أجمع؛ لا تعارض بين المدنية الحديثة وبين الطبيعة وعليكم أن تحذوا حذو المملكة في التخطيط وعبقرية القادة في التنفيذ ليكون لدينا فرصة للعيش في تواؤم مع الطبيعة كما بدت حول الأمير محمد - حفظه الله.
(ذا لا ين) هي البداية ولن تكون هي النهاية، عفواً يا سادة، فهذا زمن مملكتي لتقود العالم إلى غد ساطع - بإذن الله.