فهد بن جليد
منح خصومات عند شراء الملابس الجديدة شريطة التبرع بالقديمة فكرة سعودية جميلة بدأت تنتهجها بعض شركات التسويق والمولات في المملكة، كتبتُ هنا سابقاً عن مجموعة أفكار مُشابهة تربط التبرع بالملابس القديمة بلحظة شراء الجديدة، كفكرة ذكية (تسويقياً ومُجتمعياً) لها دلالتها ومعانيها السامية والكبيرة خصوصاً عند الأطفال وصغار السن، وكيف أنَّ المولات والمُجمَّعات التجارية التي يقصدها معظم أفراد الأسرة يمكنها لعب دور كبير في احتضان مثل هذه المُبادرات الإنسانية.
اليوم تجد هذه الفكرة السعودية الرائدة طريقها للنور، لمُساندة وتعزيز عمل الجمعيات المُخصَّصة التي يذهب إليها الإنسان ليقدم مثل هذا التبرع العيني (الملابس القديمة) أو التي لم يعد الإنسان بحاجة إليها حتى لو كانت جديدة وهي فكرة جيِّدة ومعتبرة، ففكرة تخصيص مكان في المول أو المُجمع التجاري الذي تزوره جميع أفراد الأسرة وفق اشتراطات وتنظيمات مُحدَّدة، تستحق أن نستفيد منها ونضيفها إلى قوائم وطُرق التبرع العديدة لدينا، خصوصاً وأنَّ صاحب الملابس (المرأة، الطفل) سيقوم بنفسه بحمل كيس صغير فيه القطع القديمة ليتبرع بها قبل أو بعد أن يشتري قطعا جديدة من السوق، وهو ما يُنمِّي ويربِّي لديهم إحساس أهمية العطاء والشعور بالآخرين، وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي، وكيفية الترشيد في الاستهلاك وتخفيض المصروفات الشخصية والبعد عن التبذير، وأنَّ الملابس التي لم نعد بحاجة إليها قد يكون هناك من يمكنه الاستفادة منها لسد حاجته، وكل ما سبق له أثر تربوي ديني وفكري وأخلاقي وقيمة عالية.
نشر هذه الثقافة والقيم الدينية والأخلاقية وغرسها في نفوس الأطفال ينعكس إيجاباً على الجميع، ليمنح الشعور بمدى تكاتف وترابط المُجتمع بكل فئاته، فتفاعل المولات السعودية مع مثل هذه المُبادرات الإنسانية سيجعل المتسوِّقين داخلها يشعرون بنوع من الرضا والارتياح، بأنَّهم مهما تسوَّقوا واستبدلوا ملابسهم بأخرى جديدة فإنَّه سيتم الاستفادة من السابقة، التعاون بين المولات والجمعيات المتخصصة والمُصرَّح لها عمل جميل أتمنى أن يتطوَّر ويتجدَّد أكثر في مجالات العطاء الأخرى.
وعلى دروب الخير نلتقي.