كل شيء حولنا اعتدنا تمامه يثير تساؤلنا عندما ينقص أو يتناقص، سواء كان شيئاً أو بشراً.
حتى عندما نفتقد المطر ندعو كثيراً ونصلي كثيراً حتى ينهمر ووقتما تنقصُ الشمس وتنكسف ويغيب عن الليل القمر.. دائماً هناك حلول وأفكار ودعوات وصلوات لكل شيء.. شيء ليكمله..
لكن ماذا عندما يتناقص بشر..
ويتلاشى شيء منه..!!
ألا يحتاج حلولاً حتى يعود ويكتمل .
ماذا ممكن أن يكون إذاً ؟!
الأرواح تحتاج أرواحاً لتكملها وأصواتاً تؤنسها واحتياجات كثيرة ..
لقد وجدتني كـ«الرميم» ورممتني
جمعت بين صلوات الكسوف وابتهالات استسقاء المطر واستفغار الخسوف.
وجدتك تأخذ الياشموم من بين الصخر لتجمل به شعري .
ثم تنفضُ البياض على سطح الغيم لتلبسني .
ثم شققت من طرف الليل وشاحاً مرصعاً بفضةٍ صُنعت من نيزاك وحرير وقمر.
أعدتني نطفة خلقت من جديد وقومتني
وأخذت بكتفَي بكفين من جليد وجملتني .
«رميم» بالية هُدت جدران قلبي وتعفنت وسكبت نفايات الحزن على صدري ..
وتكدس التراب على شفتَي ..
منذ زمن وأنا على موعد معك.. كنت أبصرك وأحلم بك وأكتبك..
كنت أقرب ما يقال عنه الخيال.
تمنيت أن يكون لكل ذلك وهذا حقيقة إلى أن تحققت..
تقول لي لقد اتضح أنكِ لست كما كنتِ.!
هل يفوتك السبب؟
أم أنك لاتعلم أنها بركات ضحكاتك .
وسلامة صدرك ... وصدقي الذي طالما عشته مع هذه الحياة كذبًا ثم صدق معك.
هكذا نعود من جديد ..
بالحب الذي نريد ..بالحلم الذي نحقق
بالطموح الذي نبذل ... باليقين أننا نكون.
كلما غاب نجم وضعتَ بدلا عنهُ قمرا.
إلا أن باتت سمائي مليئة بالأقمار ونجم واحد.
تغيرت بك نظرتي ونظراتي .
وسماحة قلبي وهفواتي .
هدوؤك العاصف وعصفك الهادئ ..يشعرني بالاتزان ..
الرميم شعور وليس جسدا عندما تضعون أيديكم على مواضع الخراب في نفوسكم .
لاتدعوها تطول بكم حتى يمكنكم إصلاحها وتقويمها.
ابحثوا بها ولها عن شيء يساعدها لتبدو أنفع.
جميعنا بنا شيء يغطيه الغبار منذ زمن
يحتاج منا يداً تنفضه عنه ليبدو لامعاً
كما أبدو تماماً وقتما أشعرك..!
** **
- شروق سعد العبدان