ميسون أبو بكر
ما يحدث اليوم في أمريكا من فوضى ومظاهرات وتعبئة عامة لعناصر الشرطة والحرس الوطني في العاصمة والمقرات الرئيسية كمبنى الكونجرس الذي تم اقتحامه قبل أيام من قبل أنصار ترامب هو أمر جلل، وضع العالم أمام دهشة الديمقراطية الأمريكية التي سمعنا عنها كثيراً، والتي أحرج الدولة العظمى ما حدث فيها جراء الاتهامات حول نزاهة الانتخابات الأمريكية وفوز بايدن فيها، واعتراض الرئيس الأسبق دونالد ترامب.
أمريكا العظيمة التي تنصب نفسها شرطي العالم ونموذج الديمقراطية والتي تحاكم العالم الثالث كونه غير ديمقراطي هي اليوم في خطر هي وديمقراطيتها المزعومة، المجتمع الأمريكي البعيد عن السياسة والمنشغل في ضرائبه وتأمينه الصحي وتحصيل قوت يومه في عجلة الحياة اليومية المرهقة بالنسبة له يواجه انقساماً شديداً يشده نحو صراعات سياسية تعتبر حياته المثقلة بالهموم المادية بعيداً عنها.
ماذا حدث في أمريكا، هل ضاق ترامب ذرعاً بالمكائد والتربص الإعلامي الذي أحاط به طوال فترة رئاسته لأمريكا، ثم حسب مزاعمه التلاعب بالانتخابات وأصوات الناخبين، وإيقاف حسابه في تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي التي تصرفت بشكل بعيد عن قوانينها، فأطلق شرارة غضبه التي حركت قوافل المظاهرات والاحتجاجات في البلاد؟
أم كان احتجاجه نتيجة عدم قبوله الخسارة في الانتخابات كما يقول الرأي الآخر!
أيًّا كانت الأسباب التي أدت لما هو الوضع عليه الآن فهو بحاجة لإصلاح النظام الانتخابي المترهل! وبحاجة إلى تدخل الإعلام الحقيقي المحايد إلى حد ما.
تقول الفيلسوفة الأمريكية سوزان نايمان «الديمقراطية في أمريكا هي نموذج المستقبل تحت شرط واحد. ولا أعرف هل ذلك واقعي، يعني أن نستثمر ما يكفي من الموارد في التعليم. وبهذا لا أعني فقط المدارس والجامعات، بل لا سيما وسائل إعلام عامة منفتحة، لأنها جوهرية بالنسبة إلى الديمقراطية. وإلا يمكن لنا نسيان الديمقراطية».
إلى وقت نشر هذا المقال سيكون بايدن نصب رئيساً لأمريكا ولا يمكن أن أتيقن للحظة إن كان الوضع الأمني سيزداد سوءًا أو سيتم حسب التوقعات اغتيال الرئيس الجديد الذي وعد بتغيير قرارات ترامب، رغم أنني أرى معظمها أفضل كثيراً من تلك التي خلفها أوباما واستغرق عالمنا وقتاً ليتخلص من تبعاتها.