م. خالد إبراهيم الحجي
نيوم مدينة مُعجِّلة ومُسِرِّعة للتقدم البشري، أعلنت المملكة العربية السعودية عن إنشائها على أرض الواقع، في الركن الشمالي الغربي من المملكة، لتتجاوز الحدود في عالم مستوحى من الخيال؛ بميزانية تبلغ نحو 500 مليار دولار لتقدم فرصاً استثمارية لا مثيل لها في جميع القطاعات الاقتصادية.. واليوم يجري بناؤها من الألف إلى الياء كمختبر حي؛ وبيئة مثالية تُمكن أحسن العقول، وأفضل المواهب لتجسيد الأفكار الرائدة، ومدينة مليئة بالتقنيات العالية، وتُميزها سمة رئيسية هي القدرة على الابتكار، ومكاناً ترسم فيه ريادة الأعمال مسار مستقبل جديد، وسوقاً حراً متقدماً للغاية يعتمد بشكل أساسي على الاقتصاد القائم على المعرفة، تتوفر فيه مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية للمستثمرين، على الصعيدين المحلي والخارجي، وتهيئ لهم المستوى المعيشي الذي يفوق المستوى المعيشي في العديد من الدول الغربية، ومقومات الرفاهية العلمية من البنية التحتية البحثية المتطورة، وقطاع التقنية العالي؛ وبالتالي تتيح للاقتصاد السعودي المتقدم مزيداً من النمو والازدهار بشكل تنافسي على قدم المساواة مع وادي السيليكون الأمريكي.. وتهدف المملكة لجعل نيوم، وهي المدينة التي تمثل فجر المستقبل القائم على التكنولوجيا الفائقة التطور، أن تعمل بنظام بيئي مستدام نظيف لا يضيف إلى التلوث الضار لبيئة كوكبنا الذي نعيش فيه؛ وأن تكون المجتمعات الحضرية التي تسكن وتعمل فيها شديدة الترابط؛ ولتحقيق هذا الهدف المنشود كشف ولي العهد السعودي ورئيس مجلس إدارة نيوم، الأمير محمد بن سلمان عن مشروع «ذا لاين» داخل مدينة نيوم.. وتنطلق الفكرة المعمارية والهندسية للمشروع من حاجتنا العصرية إلى تجديد مفهوم المدن القائمة إلى مدن مستقبلية ذاتية الاستدامة، تعتمد بشكل أساسي على وفرة في الطاقة النظيفة المستمدة من مصادر متجددة لمستقبل مستدام، وتعطي الأولوية للإنسان، وحاجاته اليومية من خلال إنشاء خط للخدمات العامة، يعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بتقنيات إدراكية وذكية تتطور باستمرار لتمكين الإنسان وتسهيل حياته، ويمتد مشروع «ذا لاين» داخل مدينة نيوم بطول 170 كيلومتراً، ومقرر أن يبدأ البناء فيه، في الربع الأول من هذا العام 2021، وعند الانتهاء منه سيساهم في تلبية الاحتياجات اليومية للسكان في غضون خمس دقائق كحد أقصى سيراً على الأقدام، ووقت أقصر لمجتمعات نيوم، المتوقع أن يصل عدها إلى مليون فرد، لقيامهم برحلة شاملة من أقصى المدينة إلى أقصاها في 20 دقيقة فقط؛ لذلك سيصبح «ذا لاين» هو الركيزة المتكاملة المدمجة التي تضم وسائل النقل الفائقة السرعة، وخدمات المرافق العامة، وسيكون أداؤها على مستويات غير مسبوقة من الكفاءة والاستدامة، وتجعل المدينة خالية من الشوارع ومن السيارات ومن الانبعاثات الكربونية، ويتكون «ذا لاين» من ثلاث طبقات؛ الأولى في باطن الأرض، والثانية تحت سطح الأرض، والثالثة فوق سطح الأرض.. الأولى: تسمى «ذا السباين» بمعنى العمود الفقري تعززها بنية تحتية على مستوى فائق من الابتكار، وهي عبارة عن نفقين بداخلهما مسارات للقطارات الفائقة السرعة، ذاتية الحركة والتوقف في محطات محددة، لتكون المسافة بين المحطة الواحدة والتي تليها لا تزيد عن مدة مشي قدرها خمس دقائق.. الطبقة الثانية تحت سطح الأرض وتأتي فوق الطبقة الأولى: وتسمى طبقة الخدمات العامة: وتضم جميع خطوط المرافق العامة، ومسارات الأنفاق لمعدات الصيانة الثقيلة.. والطبقة الثالثة التي فوق سطح الأرض تغطي الطبقتين الأولى والثانية مخصصة للمشاة، مندمجة وملتحمة مع الطبيعة المحيطة بها و متلائمة معها، لتستعيد العلاقة الأصيلة بين الإنسان والطبيعة سعياً لصحة ورفاهية أفضل، وتحقيقاً للمعيشة وجودة الحياة التي تغمرها السعادة.
الخلاصة:
إن مشروعات نيوم ستجعل السعودية تُعرف في العالم بمستقبلها المتطور جنباً إلى جنب بماضيها العريق.