طفلة النفيعي
شيء ما يعيق الإنسان الموهوب وصاحب المهارة الفذَّة عن اكتشاف ذاته بقصد أو بغير قصد، وفي أحيان كثيرة تمر عليه تساؤلات تجعله في حيرة من أمره كيف؟ ومتى؟ أسئلة تدور في رأسه وتؤرقه تحتاج إلى جواب يهتدي به على ضالته، والجواب عندك أيها الإنسان... المُبدع، المُبتكر والماهر؛ ما عليك سواء شيء واحد فقط لفعله وهو دليلك - بإذن الله - في الوصول إلى قمة التميز والإبداع، كل ما عليك هو البحث عن نقاط قوتك بسؤال نفسك أين تكمن نقاط هذه القوة؟ ما المهارة التي أمتلكها من بين أقراني؟ ما الموهبة التي خصنيّ الله بها ومن الممكن استثمارها، ماذا يجب عليَّ نحو هذه الموهبة، كيف أصقلها بالتدريب والممارسة، وهل اتخذت أول خطوة نحو الهدف بالبحث والملاحظة والاستشارة.
كثير من الأحيان يكون لدى البعض من الناس مهارات وقدرات وإبداعات خصهم الله بها عن سواهم «وكل ميسر لما خلق له» ولا يعرفون عنها شيئًا أو لم ينتبهوا لها حتى يكتشفها الواحد منا بالصدفة أو أحد المقربين أو الأصدقاء فيعلق عليها الجرس، ثم فجأة كأن شيئاً ما حصل له وغيَّر في حياته يشبه الحلم الذي صحا به من نوم عميق، بهاتف من الأعماق «اكتشف نفسك، وقدِّر ذاتك بقوة إمكاناتك»، فقد تكون تلك المهارات والإمكانات مع مرور الوقت والممارسة حرفة أو صنعة أو موهبة تفتح لك باب رزق -أيها القارئ الكريم- بعد العمل على تطويرها لاستثمارها وتسويقها، والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة، ومع ثورة السوشل ميديا وشبكات التواصل الاجتماعي أصبح الوصول لجميع شرائح المجتمع طريقًا سهلاً جدًا ومُعبدًا بوسائل، ووسائط تطبيقات التقنية المتعددة وبسرعة البرق وخلال ثوانٍ معدودات وإلى أي مكان من العالم، فمع وجود الثورة الإعلامية والتقنية (هذه القوى الناعمة للعصر الحديث) ما عليك إلا أن تقدم مهارتك وإبداعك بعد صناعة منتجك بشكل جيد وجذاب لتقديمه للناس بالشكل المطلوب، والذي يعود بالنفع عليك ويسهم في بناء المجتمع، أما المسوق ووسيلة الإعلان ففي جيبك جهازك الذكي الصغير ذو العمل الكبير!! وتذكر أيها المبدع أن النجاح ليس صعباً كما تتصور.. لكن ما لا نجرؤ على فعله يصير في أعيننا صعباً عسيراً، فانطلق على بركة الله ولا تسوِّف.