نجلاء العتيبي
«لا توجد صورة تستحق الحياة»
وزيرة الشرطة الأسترالية، ليزا نيفيل..
لم يبرح ذهني هذا الخبر منذ أن قرأته..
سيدة تلقى حتفها، أمام عيني زوجها وولديها..
يراقبون سقوطها عاجزين عن إنقاذها..
التهمتها بقعة مثالية لمحبي التقاط -السيلفي- ابتلعت سعادتهم وأمانهم.
منظر حزين.. لست ساعات من الانتظار والرجاء والأمنيات والخوف أسفرت عن انتشال الجثة بصعوبة بسبب التضاريس الوعرة للمكان، وقد أصدرت الشرطة الأسترالية سابقاً العديد من التحذيرات للمواطنين حول مخاطر وصعوبة هذه البقعة..
رغم هذا التحذير تجاوزت هذه السيدة الحاجز الأمني راغبة بالتميز بصورة..
مؤلم جداً ما حدث..
وكأني أتخيل نظرات الوداع..
صوت صراخها.
امسك وتمسك بيدي..
لا أشعر بشيء..
أريد أن نكون مع بعضنا..
ضحكة أطفالي حولنا..
أريد أن نعود تمسك بي..
فعلاً هل كانت الصورة تستحق الحياة!
مؤسف أن تصبح السعادة لدى البعض بالتقاط -السليفي- والمباهاة بذلك..
ولا يمكن أن نلقي اللوم على هذه التطبيقات الجامدة.
الإشكالية هنا في بعض البشر الذين جعلوا حياتهم مرهونة بصورة! أظهروا ما لا يجوز إظهاره، وكأن في ذلك فرحاً ومتعة.
أصبحوا مهووسين بتوثيق اللحظات أكثر من الإحساس بها..
محاصرين بتفاصيل واهية.
سباق عجيب للتفرد بصورة مسجونة ببرواز من فراغ لا حدود له ولا شكل..
الصورة الجميلة فُقدت ودائماً هناك ضريبة لكل شيء.
ضوء:
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء... ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء.
- الشافعي