فهد بن جليد
مجاميع (العُمَّال الأجانب) المُنتشرين على الأرصفة والشوارع بالقرب من المطاعم والمقاهي، وهم يحملون هواتفهم بأيديهم في انتظار الطلبات في مظهر غير حضاري، دون وجود مكان واضح لاستقبالهم فكل مطعم يضع لهم طابوراً أو يخصِّص لههم شباكاً، فمن هؤلاء؟ وهل هم مؤهلون وآمنون لحمل الوجبات والأطعمة بطريقة صحيحة وآمنة لبيوتنا؟ هل هم مقيمون بصورة نظامية؟ ماهي أعمالهم الأصلية؟ هل خضعوا لأي فحص طبي؟ هل تم تدريبهم على القيام بمثل هذه الأعمال؟ هل تم دراسة وضعهم ومعرفة الخطر الذي قد يشكلونه مقابل الخدمة التي يقدمونها؟.
من الواضح أنَّنا بحاجة معايير تضبط مسألة توصيل الطلبات عبر تطبيقات التوصيل أو خدمة المطاعم (ديليفري)، المسألة تتعلق بسلامة الغذاء، والقصة تبدأ من طريقة إعداد وتجهيز الوجبات التي لا يتم إغلاقها بإحكام والمُعرَّضة للفتح أو اللمس أو التذوّق، فما زلنا نعتمد على أشخاص مجهولين لا يعرف مدى سلامتهم ولا خلوهم من الأمراض، فضلاً عن نظافتهم، المشاهدة الشخصية والاقتراب من هذه الشرائح كفيلة بكشف العديد من الصور الصادمة.
التطبيقات تحقق أرباحاً طائلة كلما اتسعت الدائرة وزادت الأعداد، دون أن تكلف نفسها عناء فحص وتدريب العاملين والمشاركين في الخدمة وتطويرهم، هؤلاء ينخرطون في المهام دون وضع أي معايير أو خطوات تدريبية متبعة للقيام بالتوصيل بالشكل الأنسب الذي يحافظ على سلامة العامل والمُنتج معاً، ولا بُدَّ -برأيي- أن تتحمل هذه التطبيقات مسؤولياتها وواجباتها من أجل رفع كفاءة مُقدمي الخدمة، والعمل على تدريبهم وتأهيلهم بالشكل الصحيح، ووضع قوائم وتصنيفات لهم، أقل تقدير هو استخراج شهادات صحية أو بطاقة شخصية تعرِّف بهوية الشخص، وأنَّ من سيقوم بتوصيل الطعام لمنزلي هو مساعد توصيل مؤهل وآمن، خضع للفحص والتدريب، لنتذكر أنَّ هذه ليست وظيفة رسمية لهؤلاء، بل هي عمل إضافي يُدر مكاسب، ويجعل العامل على دراية كاملة بأسرار البيوت وحاجاتها ومستوياتها المعيشية، أليس بالإمكان تطوير المشهد وضبطه أكثر؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.