م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. لفت نظري في مطارات (نيوريوك وهيوستن ولوس أنجلس) - وهي المطارات التي دخلت إلى أمريكا من خلالها بعد أحداث (11) سبتمبر - كيف أن ضباط الجوازات من غير البيض هم الأكثر تدقيقاً والأشد تحقيقاً والأصعب تعاملاً من بين الآخرين.. وبالذات هؤلاء حديثو الحصول على الجنسية الأمريكية من شرق أوسطيين أو لاتينيين أو آسيويين.
2. الأدبيات السائدة في كتابات الكتَّاب الفلسطينيين المقيمين في الأراضي المحتلة والذين يمرون بالحواجز الإسرائيلية بشكل يومي تشير إلى أن اليهود ذوي الأصول العربية هم الأشرس في التعامل والأكثر كراهية لأقرانهم العرب مسلمين أو مسيحيين.
3. هذا الشعور ليس متحققاً على المستوى العام البسيط فقط، بل هو متحقق على المستوى النخبوي.. والمطلع على ما كُتِب تعليقاً على مقالة «هننقتون» عن «صدام الحضارات» سيجد ذلك الشعور.. فحينما كان صاحب النظرية يقسم الكرة الأرضية إلى وحدات القاسم المشترك بينها حضارة كل أمة بما تحمله من أديان وعادات وتقاليد.. ويدعو إلى تعايش تلك الحضارات وعدم الصدام.. نجد أن المفكر العربي الشهير الدكتور فؤاد عجمي الأستاذ بجامعة جون هوبكز يُخَطِّئ صاحب النظرية ويعلن هزيمة كل الحضارات والثقافات أمام الثقافة الغربية.. وأنها هي التي تسيطر وسوف تشكِّل حضارات المستقبل.. ويعلن استغرابه من كون هننقتون لم يدرك بعد أن الحضارات الأخرى ماتت وتم دفنها.
4. إحساس المهاجر بعدم الاندماج مع مجتمعه الجديد خلق حالة نفسية هي أقرب إلى انفصام الشخصية.. تجعله يتظاهر بالاندماج عن طريق الانحياز إلى أشد المعادين للمهاجر.. وصار هو من أقوى الأدوات التي تسوّق للعداء لثقافاتها الأصلية.
5. مبررات تلك الانحيازات ضد الثقافات المهاجرة من قبل المهاجرين ذاتهم تتراوح بين عقدة النقص، والرغبة في الاندماج مع المجتمعات الجديدة، والبحث عن مصلحة يرى أنه لن يحققها دون إعلان رفضه للثقافة التي قَدِمَ منها.. أو أنه فعلاً شعور عميق بدونية الثقافة التي هو منها ويريد أن يستبدلها كما استبدل جنسيته الأصلية.
6. قال الرئيس الأمريكي الأسبق «بل كلينتون» في حوار له عن محاولته الجادة لعقد اتفاقية سلام في الشرق الأوسط: «إن المشككين في جدوى المسيرة السلمية في المجتمع الإسرائيلي هم المهاجرون الجدد من روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي وكذلك المهاجرون اليهود من الدول العربية».
7. الشعور بالدونية أو الشعور بالفوقية كلاهما يأتي من الخوف.