سمر المقرن
حسب العلماء فإن الفحم والماس من صور الكربون، إلا أن الفحم يتكون من ذرات متباعدة غير مترابطة، أما الماس فيتكون من ذرات مترابطة مما يجعله سيد المجوهرات؛ فجرام واحد منه يساوي أطنان من الفحم. والفرصة الآن أكبر لإنتاج الماس في جائزة الملك عبد العزيز للجودة التي ولدت عام 1420هـ، وتستهدف قطاعات الأعمال كافة في المملكة، الحكومية والخاصة وغير الربحية، والقيادات العليا كافة للمنشآت السعودية لرفع مستوى الجودة والكفاءة الإنتاجية في مختلف قطاعات المملكة. فتمنح للقطاعات التي تحقق مستويات عالية من التميز، وترتقي بالخدمة في المجالات الخدمية والإنتاجية، وتحتل الريادة على المستوى الوطني والإقليمي، وتخلق روح التنافس الشريف من أجل أهداف عامة، منها: التوعية ونشر ثقافة الجودة في المجتمع، وتبني مبادئ الجودة من خلال تطبيق النموذج الوطني للتميز وتبنى معاييره؛ مما يفرز التحسين المستمر للأعمال، والتمكين للوصول إلى المنافسة عالميًّا، ورفع مستوى القيادات الإدارية والارتقاء بمستواها، وحث المنشآت على الالتزام بالمواصفات الوطنية والدولية، وزيادة مشاركتها القوية في بناء المجتمع، إضافة إلى تشجيع المتميز منها، وتقديمها كقدوة حسنة؛ مما يذكي قيمًا جوهرية، كالعمل بروح الفريق الواحد، والعدالة، وتكافؤ الفرص، والخصوصية. وللجودة معايير عدة وفق مبادئ أساسية للتميز وتقييم أداء المنشآت، هي القيادة الإدارية، والتخطيط الاستراتيجي، والموارد البشرية، وإدارة العمليات، وإدارة الموردين والشركاء، والتركيز على المستفيد، والتأثير على المجتمع. وأخيرًا تمنح نتائج الأعمال السمعة الطيبة للمؤسسة التي تتميز بالحيادية والجودة والكفاءة والمهارة والمصداقية، وتصطفي الفائزين الذين اتبعوا أساليب العمل الحديثة؛ مما يحقق رضا المستفيدين وأصحاب المنشآت، ورفعة الوطن، وتنمية روح الفريق، والتقويم الذاتي، ومواكبة روح العصر.
وشخصيًّا أرى أن فرص المنافسة والفوز بجائزة الملك عبد العزيز للجودة أصبحت أعظم لأننا نعيش تحت سماء الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية الجبارة في الاقتصاد الوطني، التي أرسيت قواعدها على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، التي تسير بخطى ثابتة لتحقيق أهداف 2030 الاقتصادية؛ وخير دليل أن المملكة الآن واحدة من بين 10 دول في العالم نجحت في التعامل بحكمة فائقة مع التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا، ولِمَ لا وبرنامج الإصلاح الاقتصادي العظيم لولي العهد يتميز بالصراحة والوضوح والشفافية؛ فلا فساد يمضي بغير محاسبة، ولا مجال للتراخي والتكاسل. وهناك استراتيجية اقتصادية واضحة، وسياسات اقتصادية لا تعتمد على النفط فقط، وآليات ومشاريع تنفيذ لرؤية المملكة 2030، تمنح المملكة سمعة ائتمانية مرتفعة عالميًّا.
وأخيرًا، فالفائزون يستحقون التهنئة على الجائزة، ونحن نستحق التهنئة لفوزنا بجائزة جودة الحياة تحت ظل قيادة حكيمة، تجعلنا آمنين مطمئنين لغد مشرق.