عبود بن علي ال زاحم
سؤال على درجة كبيرة من الأهمية يشغل بال الكثيرين المنخرطين في مجال إدارة الأعمال، والإجابة قولا واحدا لا، بالطبع هناك فرق واضح بين مصطلحي الميزة التنافسية والقيمة السوقية، فالعلاقة بينهما طردية فكلما زادت الميزة التنافسية للموظف التي تبني الشركات عليها تقييم (خبراته والمناصب التي شغلها، وجداراته شاملة مهاراته التي يتميز بها ويتقنها أفضل من غيره، إنجازاته، مؤهلاته العلمية ونحوها مقارنة بمتطلبات الوظيفة المطروحة) زادت قيمته السوقية (الأجر والمزايا المستحقة له)، إن هذا الجانب يميزك عن غيرك في السوق ويؤثر بشكل كبير جداً في قيمتك السوقية.
وتعتبر الميزة التنافسية السمة التي تتيح للشخص التفوق على أقرانه من الموظفين الآخرين، ومن المهم معرفة أن المنظمات تسعى لاكتساب «المهارة أو التقنية أو المورد المتميز الذي يتيح لها إنتاج قيم ومنافع للعملاء تزيد عما يقدمه لهم المنافسون، بالإضافة إلى أن العنصر البشري قابل للتطوير وتعلم مهارات عالية حتى يصبح ذا كفاءة عالية قادرة على تمييز الشركة عن منافسيها.
وتمثل المؤهلات العلمية أو ما يعرف بـ»الشهادات» أحد أهم عناصر حساب القيمة السوقية للموظفين، سواء من حيث»التخصص» أو الاعتماد أو من حيث المستوى ( ثانوي / دبلوم/ بكالوريوس / ماجستير / دكتوراه)، أما الخبرات العملية فتُعد العنصر الثاني في حساب القيمة السوقية للموظفين، سواء من حيث «التخصص» وهو مدى ارتباط الخبرة العملية بتخصص الوظيفة المطلوبة، أو من حيث «الجودة» كالعمل في الشركات الكبرى.
في المقابل، تعتبر المهارات الشخصية أقل أهمية في حساب القيمة السوقية للموظفين، رغم أنها تشكل فارقًا كبيرًا في بعض الأحيان، وتعرّف المهارات الشخصية بالسمات الأساسية التي يمتلكها أو يكتسبها الموظف كمهارات التواصل، والقيادة، والعمل كفريق واحد، والمشاركة مع الفريق، والتفاوض، إضافة للقدرة على التحدث بلغات أخرى.
ومن هنا، أصبح من «الممكن» لكل موظف وموظفة تحسين قيمته السوقية بشكل أو بآخر، إما من خلال زيادة تحصيله العلمي ونيل شهادات علمية أعلى، أو العمل على اكتساب خبرات عملية مميزة تتناغم مع مستقبله الوظيفي، وأيضا التخطيط لتطوير الكثير من المهارات الشخصية).
لكن كثيرا من الموظفين يشعرون بالإحباط، لأنهم قد يكونون مستائين من رواتبهم لاعتقادهم أنهم يستحقون أفضل من ذلك، وقد يكونون مخطئين، وبعض الآخر وهم «قلّة» يعتقد أنه يتقاضى أعلى مما يستحق.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه توجد العديد من المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمات مجانية للحصول على معدلات الرواتب أو القيمة السوقية للموظف أو للوظيفة ومن أشهرها موقع www.salary.com، وكذلك موقع www.payscale.cm، إضافة للكثير من مواقع شركات التوظيف التي توفر هذا النوع من الخدمات من خلال مواقعها الإلكترونية ومن أشهرها موقع www.bayt.com
وأخيرا وليس آخراً، لقد أصبح من «الممكن» لكل موظف وموظفة تحسين قيمته السوقية بشكل أو بآخر، إما من خلال زيادة تحصيله العلمي ونيل شهادات علمية أعلى، أو العمل على اكتساب خبرات عملية مميزة تتناغم مع مستقبله الوظيفي، وأيضاً التخطيط لتطوير الكثير من المهارات الشخصية، ومن أبرز فوائد الميزة التنافسية للشخص هي قدرة الشخص على الاحتفاظ بالمهارات والحصول على عروض وظيفية جديدة نظير ما يقدمه من مهارات يتميز بها عن غيره من المنافسين.
وكما قال جيفري بريفر الأستاذ بكلية الدراسات العليا لإدارة الأعمال في جامعة ستانفورد،»إن نجاح المؤسسات يعتمد على طاقتها البشرية (الأفراد) وأنها مصدر للميزة الاستراتيجية التنافسية لهذا يجب الاستثمار في المورد البشري والعناية به».