علي الخزيم
بكل مناسبة؛ ومع كل عارض أو تأزم يَمُر على منطقتنا أو الكرة الأرضية يزداد المواطن السعودي شموخاً وفخراً بقيادته وببلاده المصونة بعون الله، ذلكم أن القيادة المخلصة الحكيمة بحكومتها الرشيدة لا تدَّخر أو تتغاضى عمَّا يخدم المواطن وييسر له سبل الحياة والعيش الكريم، فقد مرَّت ببلادنا حرسها الله كغيرها أوبئة وأمراض فيروسية وأزمات اقتصادية ولكن - ولله الحمد والمنة - يكون الفارق جلياً واضحاً؛ إذ إن القيادة الساهرة على مصالح شعبها، المتفانية لخدمته، المستعينة بالله سبحانه على بذل كل الإمكانات لراحته وصحته وتعليمه وكافة شؤون حياته فإن التوفيق سيكون حليفها بقدر السعي والتضحيات وفوق المأمول؛ مفرحاً ومبهجاً لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، ولا تكون المقارنة لمجرد الاستعراض والمناكفة؛ بل هي حقيقة تُبرز نتائج إخلاص القيادة السعودية للأرض والإنسان، بوفاء صادق ووطنية مخلصة وبذل سخي يبهر المتابع والمراقب، ويُعجِز الباحث عن المثالب ممن لا يجدون مثل هذه المكرمات والصنائع والتضحيات بين أيديهم ببلادهم ومن ثروات أرضهم، فهنا تكون الفوارق قد فَرَضَت نفسها ولم نختلقها أو نبارز بها، فشتَّان بين قيادة تُسخِّر مُقدرات الأوطان لشعوبها وبين أنظمة طاغية تُبدِّد ثروات أوطانها بسبيل الشر والإرهاب والفساد.
جالت بذهني هذه الأفكار وأنا أعبر ممرات وأروقة مركز اللقاحات ضد فيروس كورونا بالرياض بموعد إلكتروني كالمتَّبع، وهو واحد من عدة مراكز بكافة مدن مملكة الإنسانية والعزم والحزم، ففوق أن اللقاح مجاني لمن يتقدم له؛ فإن صوراً مذهلة مفرحة بدقة التنظيم وحسن الاستقبال من لحظة الدخول للمركز حيث مواقف السيارات الوفيرة المنظمة، وإلى أن تبدأ الدخول عبر البوابات؛ تجد الابتسامات وعبارات الترحيب من الفتيان والفتيات المتخصصين كلٌ في مجاله، وقلت (الفتيان) لأن الغالبية العظمى من العاملين بالمراكز بكل التخصصات والأنشطة المقدمة للمراجعين هم شباب سعوديون من الجنسين، وقليل ممَّن تجاوز سن الشباب، حفظهم الله جميعاً ووفقهم للخير، وكل الأعمال من الاستقبال وحتى الانصراف التي لا تتجاوز نصف ساعة من الزمن كلها تنفذ إلكترونيا وبنَسَق جميل لا يحتمل الخطأ، ومسارات ملوَّنة حسب تسلسل الأرقام المعطاة إلكترونياً لعدم التداخل وليعرف كل مراجع موقعه والغرفة التي يتَّجه إليها لتلقي جرعة التطعيم، وقبلها يكون قد خضع لفحص إلكتروني سريع قد لا يشعر به للتأكد من ملاحظات احترازية كدرجة الحرارة وما شاكلها، وبعد الجرعة دقائق استراحة بصالات مريحة تتوفر بها العصائر ومياه الشرب، ومن ثم يودعونك بالورود والشوكولاتة، فهؤلاء الطواقم من الشباب لا يفارقونك من لحظة الدخول حتى آخر خطوة بالخروج.
وبعد: ألا يستحق الأمر الإشادة والتبيان والإبراز؟! فحقٌ علينا شكر من عمل وتفانى وأبدع، وأن ندعو لهذه القيادة الجادة الراقية الوطنية المخلصة بدوام التوفيق والبقاء، وأن يحرسها الله من كل حاقد وحاسد، ولكل وزير ومسؤول وموظف يُخلص العمل لأهله وإخوته المواطنين والمقيمين على حد سواء، كما هي توجيهات قائد العزم والحزم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده أيدهما الله، وهم الأحرص على سلامة وكرامة ورفاهية المواطن والمقيم.