د. خيرية السقاف
الطريق طويل
بل بلا نهاية
ليس من حد فاصل، ولا محطة وصول..
هو ذا طريق الساعين لأهدافهم بدأب..
الذين لا ينأون عن طموحهم، ولا يتقاعسون عن حماسهم..
الذين يوقدون الشغف في جوانبهم بشعل أحلامهم،
ويورون ناره بحطب أشجارها..
الذين يثقون في أنفسهم، يسقونها بالأمل، ويغذُّونها بالعمل..
هؤلاء؛ لا تخبو نيران أشواقهم يمضون بهممهم لأعلاها،
لا يقِفون عن أسئلتهم، ولا عندها..
ولا يقْفون بعثراتهم عن منافها..
الذين ديدنهم مزيد من الفعل،
وكثير من الجهد،
ودوام في النظر لآت من إنجاز،
ولجديد من عطاء..
أولئك المكتشفون نبغ ذواتهم،
المقتدرون على وعورة دروبهم..
يتدفقون عطاءً..
لا ينضبون، ولا يبهتون..
الزمن في سعيهم نهر يفيض..
هؤلاء وحدهم الذين يثرون البشرية بحصاد شغفهم..
الذين يضيفون للحياة أبجدية تتدفق..
ويبتكرون لفضائها جمالاً يتفوَّق..
قلة هم، قلة..
لا تثمر الحياة بغير ما يبذرون، يسقون، ويحرثون، ويحصدون..
هم الشغوفون الذين لا تقف أحلامهم في محطة،
ولا يترجلون عن حصانها أبدا..
فهم الخلَّص لها..
الحريصون على غاياتها..
الذين يحصدون التوفيق الرباني مثوبة دأبهم..
ومؤونة شغفهم..
ورفيق خطاهم..
إنهم صنَّاع الحياة!!..