«الجزيرة» - الرياض:
أقام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالتعاون مع مجلس شباب منطقة الحدود الشمالية، أمس مقهى حواريًا «عن بُعد» بالمنطقة بعنوان : «تنمية الحوار لدى الشباب ودورها في تحقيق التواصل الحضاري»، استضاف خلاله وكيل كلية المجتمع للجودة والتطوير الدكتور هلال بن مزعل العنزي، ووكيلة كلية اللغة العربية في كلية التربية والآداب الدكتورة وفاء بن مياح العنزي.
وناقش اللقاء الذي يأتي تفعيلاً لمذكرة التفاهم الموقعة بين مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ومجلس شباب منطقة الحدود الشمالية خمسة محاور، جاء الأول بعنوان «شبابنا وحوار التنمية: الثقافة والقيم»، والثاني بعنوان «التفاعل الاجتماعي وصناعة التأثير: الرسائل والوسائل»، أما الثالث فكان بعنوان «المرونة الفكرية وفن الإقناع»، في حين جاء الرابع بعنوان «المملكة وحوار الحضارات: دعم الشراكة الإنسانية المنتجة»، والخامس بعنوان «الانتماء والمواطنة «. وأكد الدكتور هلال العنزي، أن الشباب هم الثروة الحقيقية في مسيرة التنمية بالمملكة وعماد نهضتها ومبعث عزها، وشركاء حقيقيون في التطوير، مشيرا إلى أهمية استثمار طاقاتهم في نشر ثقافة الحوار وتعزيز قيم التعايش والتسامح والتلاحم بين مختلف أطياف المجتمع.
وأوضح أن المملكة من أولى الدول التي أرست دعائم الحوار والتفاهم والتعاون بين مختلف الشعوب على اختلاف أعراقها وثقافاتها وتعدد حضاراتها واتجاهاتها في أنحاء العالم، وذلك للاتفاق على القواسم المشتركة التي يمكن أن تشكل أساسا لتعزيز السلام والأمن في العالم، وإشاعة روح التسامح والتعايش والتنوع بين الشعوب والأمم، إضافة إلى تعزيز الروابط الإنسانية التي تجمعها، من أجل تأمين مستقبل مزدهر للبشرية.
من جهتها، استعرضت الدكتورة وفاء العنزي مفهوم الحوار وأشكاله وأنواعه وشروطه ومعوقاته، كما سلطت الضوء على أهم المهارات التي يجب غرسها في شبابنا كي يصبحوا محاورين جيدين، لافتة إلى أن الأسرة هي اللبنة الأولى لتحقيق الحوار بين أفراد المجتمع، موضحة أن الثبات والعقلانية والهدوء والحكمة تعد من أبرز سمات الأسرة المتحاورة. وأكدت أهمية دور المؤسسات التربوية والتعليمية وكذلك دور العبادة في تنمية وتعزيز مهارات الحوار، لافتة إلى أن الحوار والنّقاش مع الطّفل يعد مطلبًا أساسيًا وطريقةً مثاليّةً في التّنشئة، مشددة على أنه لا بديل عن التربية على الحوار واحترام التنوع الثقافي وصونه، بوصفه سبيلاً للتعايش بين البشر، مفيدة أن تطور المجتمعات الإنسانية يقاس بمدى قدرتها على الحوار للوصول إلى الحلول الناجحة لحل مشكلاتها المختلفة.
وأشارت الدكتورة وفاء العنزي إلى بعض مهارات الإقناع والتميز، مبينة أهمية التفاعل الإيجابي الصادق مع الطرف الآخر، وأن التمكن من مهارات الإقناع وآلياته يتم أيضاً من خلال امتلاك مهارات الاتصال وإجادة فنون الحوار مع الآخر واحترامه بجانب الالتزام بآدابه.