د. حسن بن فهد الهويمل
أمتنا تتقلَّب على صفيح الحروب الضارية:
- تناوش الجوار.
- وصد الأشرار.
- واتقاء إعلام الضرار.
هذا قدرها المشحون بالملهيات, والمصميات.
- عِدَاءٌ لا مبرر له, يَتَخَلَّق به من لا يُقدِّر الظروف العصيبة, ولا يقيم وزناً لحق الجوار, وأخوّة الدين, واللغة, والمصير المشترك.
- وعَدَاوةٌ شَرِبَتْها القلوب مع لبن الأمهات, وقُودُها العقائد, وطاقتها القوميات, وعزائمها شهوة الظلم, والفساد. وتنافس (المجوسية), و(العثمانية) على ذل العرب, وفنائهم, وتشرذمهم, وبسط النفوذ عليهم.
- وإعلامٌ عميل, يتلقى أوامره من دول الاستكبار, والظلم, والاستبداد القاهر, يُمْعِن في تزييف الوعي, وتضليل الرأي, وتشكيل وعي الأمة المغلوبة على أمرها, على الخنوع, والخوف, والتناحر.
أموال الشعوب تبذَّر, وأسلحة متنوِّعة تُرَوَّج, وفتك متعمَّد يهلك الحرث, والنسل.
هذه الأسلحة التقليدية التي لم تعد صالحة للردع, تباع على المأجورين بخبز الشعوب, ودوائها, وخيراتها, وأرزاقها التي خصَّها الله بها.
العوالم الثلاثة في صراع غير متكافئ, صراعٍ يُهلك الأحياء, ويَصْرِم النوابت, ويبدد الطاقات, ويهدم الشواخص, ويشغل الناس عن كل المقومات.
العالم الثالث أضله السامري بادّعاءات عريضة, وتوهيمات مضلة, ووعود كاذبة, وتضليل مفضوح, ولكن على قلوب أقفالها.
تسليح يديم الفتن, ولا يُقَوِّي المشتري لها بالمأكل, والملبس. وأمتنا تراوح بين مَدٍّ لا يبلغ التطلعات, وجزر يعرِّي السوءات.
قمة (العلا) - على سبيل المثال- مرت, وما أعطاها الإعلام المُثْقل بالتفاهات ما تستحق.
لقد جاءت في وقتها, تحمل مضامينُها مراد الشعوب الواعية, المنهكة, الشعوب التي أحبطت كل محاولات الأعداء.
جبهات داخلية متماسكة, تحطَّمت على صخرتها كل المحاولات الماكرة. ووعيٌ بما يحاك لها من مؤامرات مغرضة. تغريها بالمظاهرات, والمعارضات, والهروب من أمة الهلال إلى أمة الصليب, ودعوى الربيع, والحرية, لقد تَأَبَّت الشعوب القبول, فَسَلِمَتْ من دوامة الفتن.
وفت شعوب الخليج بالعهود, وصَدُق وعدها, فأثابها الله الأمن, والرخاء, والاستقرار. وهي مطالبة بشكر النعم, قولاً, وعملاً: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُور}.
هذا اللقاء الميمون فتح الشهية, ومهَّد الطريق, وأزال العقبات, وهيأ الأمة لمحاولات مماثلة, تغيظ الأعداء, وتقطع دابر التنازع المفشل.
ما توده الأمة الخائفة مواصلة المساعي الحميدة, وتمكين حكام الخليج من تجاوز العقبات, والتخلّص من الأوهام المضلة.
لقد أتيح للمجوس فرصاً ثمينة, لو كان على حق, لحقق ما يتطلع إليه, من توسع طائفي على حساب (أهل السنة والجماعة), ولكن الباطل كان زهوقاً, يعتمد على الخداع, وينتهز الفرص, فإذا زأر الحق بلغ الفرات زئيره, والنيلا.
واجب الشعوب العربية دعم الحكومات الشرعية, وتمكينها من ممارسة حقها المشروع, في أجواء ملائمة لهذه المرحلة.
تجربة الخريف العربي درس لمن ألقى السمع, وهو شهيد.
تجربة الربيع العربي الخائبة مكَّنت للأعاجم نفث سمومهم, ونشر أحقادهم, واستغلال المخادعين من دول الاستبداد. بَقِيت في دول الخليج (اللحمة الوطنية) المستهدفة من الأعداء, وحين يتمكَّن المتربصون من تصديعها, فقل على خليجنا السلام.
اللَّهم ثبِّتنا على قولك الثابت, وأعنَّا على وعي الواقع, والتعامل معه بما يكفل لأمتنا الخلوص من الضياع, والفوضى.