أ.د.عثمان بن صالح العامر
- «ما دعان لزواج بنته أدعيه لزواج ولدي (مستحيل)».
- «ما وجبني ما فيه أمل أوجبه أو أقوم بحاجته».
- «أعانن يوم زواج ولدي لازم أعاونه وبنفس المبلغ اللي مده لي (يبي الله يعين)».
- «ما زارن بالمستشفى بعد العملية والله ما ازوره لو يموت».
- «ما احترمن ولا قدرن قدام الضيوف ما يستاهل اللي يحترمه أو يراه شيء».
وعلى ذاك قس، صور عدة وأمثلة كثيرة يكون الأساس فيها المعاملة بالمثل للأسف الشديد، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري اعتبر هذا السلوك ليس وصلاً للرحم، إذ الواصل الحقيقي هو الذي لا يعترف بهذه الثنائية في حياته، ويكون عنده الفعل ابتداءً وليس ردة فعل إما انتصاراً للذات أو مكافأة لها، يكون ما يفعله مع الغير وبخاصة ذوو الرحم بعيداً عن هذه الحسابات المتقابلة طلباً لما عند الله حتى ولو لم يكن هناك ثمة إيجابية منتظرة من قبل الطرف المقابل.
لقد سببت هذه الحساسية المفرطة والنظرة القاصرة عند البعض القطيعة بين الأرحام والتباغض والتناحر أحياناً وأثرت على علاقة الجيرة، وولَّدت الكراهية في النفوس، وغرست بذور الضغائن وسط القلوب خاصة بين النساء، فصار المعروف يقابل بمثله عداً ونقداً، ومع أقرب الناس للأسف الشديد.
إن من الواجب أن نزن الأمور ونلتمس الأعذار ونقدِّر الظروف فالناس ليسوا سواسية في امتلاك مهارة التواصل الاجتماعي، ولا هم أصحاب دخول متماثلة، وربما وافقت مناسبتك ظرفاً ما يمر به من تنتظر منه الزيارة أو الإعانة أو غير ذلك، فالتمس لهذا القريب ألف عذر وعذر، ولا تنس أن البيوت أسرار فالأزواج - كما هو معلوم - ليسوا واحداً في إعانة المرأة أن تكون كما يأمل منها مع أرحامها، بل ربما حتى مع أرحامه هو وعلى وجه الخصوص والداه اللذان حقهما قضاء رباني واجب التنفيذ.
إن الزوج المثالي هو من يعين على المبادرة لا المكافأة، وكذلك هي حال الزوجة المثالية، ففي هذا الصنيع نيل خيري الدنيا والآخرة، أعاننا الله وإياكم على الوصل الجميل والصفح الجميل والسلوك الجميل، دمتم بخير، وتقبلوا صادق الود، والسلام.