سهوب بغدادي
تزامنًا مع إعلان وزارة التعليم مؤخرًا عن استمرار التعليم الإلكتروني خلال الفصل الدراسي الثاني حرصًا من القيادة الرشيدة على سلامة الطلبة والعاملين في القطاع التعليمي من تداعيات فيروس كورونا الجديد، والأهم من ذلك الحرص على استمرار العملية التعليمية، وتحقيق الأهداف المرجوة منها.. أكرر شكري لمعالي وزير التعليم سعادة الدكتور حمد آل الشيخ -حفظه الله- على المبادرات الفاعلة خلال رحلة التغيير في تعليم المملكة؛ إذ ستعمل جميع المبادرات التي تصب في تحسين وتطوير آليات التعليم الإلكتروني التي نشهدها ونختبرها حاليًا في صقل تعليم إلكتروني متكامل للأجيال المستقبلية -بإذن الله القدير-.
من هذا الموطن أذكر من ملاحظتي بعض المواطن التي قد تكون بحاجة إلى تحسين وتوجيه مستمرَّين؛ إذ عمدت بعض المدارس خلال الفصل الدراسي الماضي إلى إحداث تغييرات فجائية في ساعات الحضور للطلبة. بمعنى أن الفصول الدراسية للمرحلة الابتدائية كانت في الصباح والمساء، ويُترك للطالب حرية الاختيار بين الفترتين بما يتوافق ويلائم الطالب وأسرته تباعًا إلا أن المعلم عانى من الاستنزاف باعتبار امتداد العملية التعليمية، وتكرار الدروس من الساعة التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساء! وذلك دون اللجوء إلى معلم بديل أو مناوب؛ لذا قررت بعض المدارس أن تقوم بتغيير وقت الدروس إلى الفترة المسائية فقط للتخفيف على المعلم، ولكن أدت هذه الخطوة إلى تدهور جدول الطالب (وأسرته) باعتباره اعتاد على نمط حياة معين ابتداء من وقت النوم والأكل وملاحظة الأهل ومساندتهم له، وصولاً إلى المنصة الإلكترونية التي لم يعتد دخولها في هذا الوقت. ولا ألقي اللوم على المدرسة أو الطالب؛ ببساطة لأن الجميع في مرحلة اختبار ومعاينة واختيار للأفضل والأصلح؛ لذا أرى من المناسب أن تكون هناك جولات من وزارة التعليم لتفقُّد مدى التزام المدارس بقرارات الوزارة، وتشمل الملاحظة والتوجيه لساعات الحضور لكل مرحلة تعليمية، وعدد الحصص أيضًا.
وبالاستناد إلى كون بعض المدارس العالمية والأهلية تقدم حصصًا إضافية خارج المنهج كانت بعض المدارس خلال الفصل الدراسي الأول تقدم حصص التربية البدنية عن بُعد، أو حصص الدراما والمسرح أو الموسيقى؛ بهدف خلق النشاط البدني، وكسر الروتين للطالب.. إلا أن الطالب دخل في مرحلة استهجان للنشاط باعتباره نشاطًا تفاعليًّا بامتياز؛ وهو ما أدى إلى عزوف بعض الطلبة عن حضور الحصص هذه، وقال البعض: «أبدو سخيفًا عندما أقفز في غرفتي وحيدًا أمام الحاسوب»!
كلنا أمل وشغف لمعرفة ما ستؤول إليه التحسينات المعنية بتشكيل التعليم الإلكتروني في المملكة. ونرسل خالص الشكر والتقدير للعاملين في الكادر التعليمي لإنجاح العملية التعليمية وتحسينها يومًا تلو الآخر، مصداقًا لتصريح سعادة الدكتور آل الشيخ بأن منصة مدرستي دُشنت خلال يوم وليلة. فشكرًا لكم.