القاهرة - «الجزيرة»:
في كشف وصف بالفارق، عثرت بعثة مصرية مشتركة تعمل في منطقة آثار سقارة، بجوار هرم الملك تتي، أول ملوك الأسرة السادسة من الدولة القديمة، على اكتشافات أثرية مهمة تعود إلى الدولة القديمة والحديثة والعصور المتأخرة.
وقال زاهي حواس عالم الآثار المصرية، رئيس البعثة، إن هذه الاكتشافات سوف تعيد كتابة تاريخ هذه المنطقة، خاصة خلال الأسرتين 18 و19 من الدولة الحديثة، وكان يتم الدفن في ذلك الوقت حول هرمه.
وأكد حواس على أن البعثة عثرت على المعبد الجنائزي الخاص بالملكة نعرت زوجة الملك تتي، الذي تم الكشف عن جزء منه في الأعوام السابقة للبعثة، مشيرا إلى أن البعثة عثرت أيضاً على تخطيط المعبد، بالإضافة إلى 3 مخازن مبنية من الطوب اللبن في الناحية الجنوبية الشرقية منه، لتخزين القرابين والأدوات التي كانت تستخدم في إحياء عقيدة الملكة.
كما تم العثور على 52 بئرا تتراوح أعماقها ما بين 10 إلى 12 مترا، بداخلها أكثر من 50 تابوتا خشبيا من عصر الدولة الحديثة، وفق ما نقل حساب «رئاسة مجلس الوزراء المصري» على فيسبوك.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم العثور فيها بمنطقة سقارة على توابيت يعود عمرها إلى 3 آلاف عام، وهذه التوابيت ذات هيئة آدمية وممثل على سطحها العديد من المناظر، بالإضافة إلى أجزاء مختلفة من نصوص كتاب الموتى التي تساعد المتوفى على اجتياز رحلته إلى العالم الآخر.
وقد عثرت البعثة داخل الآبار على أعداد كبيرة من المشغولات الأثرية وتماثيل مثل «أوزير، وبتاح، وسوكر»، بالإضافة إلى كشف فريد من نوعه، حيث عثرت البعثة على بردية يصل طولها إلى 4 أمتار، ومتر واحد عرض، تمثل الفصل السابع عشر من كتاب الموتى، مسجل عليها اسم صاحبها وهو (بو-خع-اف).
وقد وجد الاسم نفسه مسجلا على 4 تماثيل أوشابتي، كما تم العثور على تابوت خشبي على الهيئة الآدمية لنفس الشخص، بالإضافة إلى العديد من تماثيل الأوشابتي من الخشب والحجر الفيانس، من عصر الدولة الحديثة.
وأوضح زاهي حواس أن هذا الكشف يؤكد على أن منطقة آثار سقارة لم تستغل في الدفن خلال العصر المتأخر فقط، بل وكذلك في الدولة الحديثة، كما أثبت وجود العديد من الورش التي تنتج هذه التوابيت، التي كان يتم شراؤها عن طريق الأهالي، وكذلك ورش خاصة بالتحنيط.
وقامت البعثة بدراسة مومياء إحدى السيدات التي تبين أن صاحبتها كانت تعاني مرضاً يعرف باسم «حمى البحر الأبيض المتوسط» أو «الحمى الخنازيرية» وهو مرض يأتي من الاتصال المباشر بالحيوان، ويؤدي إلى خراج في الكبد وهو مرض مزمن مدى الحياة.
وكشفت البعثة أيضاً عن مقصورة ضخمة من الطوب اللبن، ترجع إلى عصر الدولة الحديثة، ذات بئر يصل عمقها حتى الآن إلى 24 مترا لم يتم الوصول بعد إلى نهايته، ومن المتوقع أن تنتهي بحجرة للدفن.
وقد رصفت أرضية تلك المقصورة بكتل من الحجر الجيري المصقول صقلاً جيداً، وقد غطى الجزء العلوي من فوهة البئر بالأحجار، ولا يزال العمل جارياً، ويعتقد زاهي حواس أن هذا البئر لم يصل إليه اللصوص، وسوف يتم الكشف عنه كاملاً، ويؤكد على أن هذا الكشف يعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية لهذا العام وسوف يجعل سقارة مع الاكتشافات الأخرى مقصداً سياحياً وثقافياً مهمًا، وسوف يعيد كتابة تاريخ سقارة في عصر الدولة الحديثة.