عبد الله باخشوين
ترجمة د. سامي الجندي 1982
** بقفزة واحدة، كأني لم أصنع في حياتي سوى القفز! كنت على كتفيه، وجعلته يخب بوابل من الضربات علي، وحين (حرن وأكدف، بدلاً من أن يتقدم، همزته بنعلي مرات عديدة، كي أشدد عزمه! ووصلنا سريعاً إلى قلب منطقة واسعة في حالة إصلاح.
كانت الطريق التي أخيّل فيها حجرية، شاقاً صعودها، وهذا هو بالضبط ما أعجبني. ولقد جهدت في أن أجعلها أوعر وأكثر حجراً، وكنت إذا عثرت مطيتي أنهضها بضربة محكمة، وأوجه لرأسها بعض اللكمات، عند أقل تنهدة، وتحققت سريعاً من كل نفع هذه النزهة راكباً، الهواء الصحي الطلق الذي أردت أن أجعله أكثر نشاطاً فدفعت وأنا أقف ريحاً قاسية عصفت بهبات طويلة، وأدى بي الأمر إلى الأكثر من نهزات الفارس على كتفي صديقي العريضين وأنا أتشبث بيدي بعنقه، وأدفع برأسي أكثر ما أستطيع إلى الوراء عليّ أراقب بطريقة أفضل الغيوم، التي كانت أضعف مني، ولذلك تسري أبطأ مني. كنت أضحك وأرتجف منفعلاً، حين انفتحت سترتي، زادت سرعتي، وشددت قبضتي، بنفس الوقت، حتى لقد كدت، والحق، أخنق مطيتي!، وحين اختفت السماء من الأشجار التي كنت أنميها على طول الطريق، انصرفت إلى التفكير.
صحت بصوت أخرس:
(أعرف.! والحقيقة أني لا أعرف شيئاً. إذا لم يجيء أحد. أنا لم أؤذي أحداً، ولم يؤذني أحد، غير أن أحداً لا يريد مساعدتي، أبداً لا أحد!.لا، إلا أن الأمر ليس كذلك.
الأمر هو التالي فحسن، إن أحداً لا يساعدني، وعد عن ذلك، أليس جميلاً حضور لا أحد مطلقاً في الجبل، طبعا!- وإلا فأين؟ ياله من زحام- دون أحد، على كل حال! أوه!، كل هذه الأذرع المتشابكة، كل هذه الأقدام التي تفرق بينها خطى مجهرية! كلهم بالثياب الرسمية، وهو طبيعي! نحن نتقدم عبر قناطر أذرعنا المتشابكة، وتمتد الأعناق في الجبل، إنها المعجزة أننا لم نغن!
في تلك اللحظة انهارت مطيتي، وبين لي الفحص وجود جرح بالغ في الركبة، وما كانت لتنفعني في شيء فتركتها راضياً على حجارة الطريق، وصفرت لبعض النسور كي تقوم بحراستها. فبادرت من أعلى الجوّ وحطت على الجسد، بمناقيرها الحادّة من كتاب (سور الصين) الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
مقطع/ ألا ترى أننا لجذوع أشجار في الثلج، تبدو كأنها وضعت ببساطة تكفي لجعلها تتدحرج بعيدا.. لكننا لا نستطيع شيئاً، لأن الجذوع مرتبطة بقوة الأرض كافكا (نفس الكتاب).