رمضان جريدي العنزي
إن الشجرة المثمرة المعطاء تحظى بالأهمية عما سواها من الأشجار، وكذلك الإنسان المنتج الفعال هو بمثابة الشجرة الطيبة التي تطرح ثماراً طيبة فريدة ومميزة، إن الإنسان صاحب المبادئ والأخلاق والقيم، والذي يبذل الجهد في التضحية والإيثار، النابض بالوضاءة والتفاعل والأفعال، الذي يملك معايير الثبات والمنطق والحكمة، هو فارس الميدان والقدوة والمرايا، إن الإنسان الذي يحمل صفات التميز يبتعد كثيراً عن العجيج والضجيج والمشاغبة، ويميل كثيراً نحو الهدوء والسكينة، يؤمن بعظمة إيثار الصالح العام على مصالحه الخاصة، ويحرص على أداء أفضل الخدمات للوطن والناس والمجتمع، إن براعة الإنسان المثمر تكمن في نيته الصافية، وضميره الحي، وروحه النقية، وإحساسه بالآخرين، خدمتهم مساعدتهم وعونهم، بعيداً عن الحسابات الدقيقة في الأرباح والمكاسب الذاتية، تطلعه بعيد، ومنحاه ليس ضيقاً، ولا يرى الدنيا من خلال ثقب الأنا الصغير، لا يحب الإجحاف والغبن وإلحاق الأذى بالآخرين، أخلاقه وتعاملاته ومبادئه تطوق الأعناق، وتسكن القلوب والأرواح، إن الإنسان صاحب الإبداع والعطاء والتفاعل بكل الأشكال والتنوعات له نكهة خاصة مغايرة عن جميع النكهات، لا يميل إلى الجمود والتكلس، ولا ينحاز إلى الخدر، ولا يستسلم للهوى، ويحارب النعاس والفشل، إن مثل هؤلاء الناس، يكتبون في صفحات التاريخ، ويستوطنون القلوب والأرواح، إنهم اللون الباهر، واللوحة المميزة، والصورة البهية، إنهم أبطال تركوا المصلحة الشخصية الضيقة، وتألقوا في سموات المكارم العالية، والمناقب السامية، متوهجون لهم دلالات ومعان وقيم وأثر، إنهم شجر تفاح، ودوالي عنب، وحقول خوخ، وقصب سكر، وليسوا شجر عوسج وشوك وصبار وحنظل، إنهم عصارة الأخلاق، وخلاصة المعالي، وقمة السمو، وزبدة الإنسانية، إن أعمالهم النبيلة في الحياة، مثل الأشجار العملاقة المثمرة، تستمد ثباتها وقوتها وطرحها من اليقين الثابت، والاعتناء الدائم، فسلام على هؤلاء النبلاء كلما أشرقت الشمس، ولألأت مصابيح الحق والهدى.