«الجزيرة» - طارق العبودي:
وصف المدرب الوطني السابق والمحلل الرياضي الكابتن عبدالعزيز العودة ما يمر به فريق الهلال الكروي من هبوط في المستوى الفني بـ(الأمر الطبيعي).. وقال في حديث لـ«الجزيرة»: أي فريق في العالم يحقق إنجازات متتالية في فترة زمنية قصيرة سيتعرض لهبوط في المستوى غالبًا نتيجة التشبع، وابتعاد بعض اللاعبين عن مستوياتهم المعروفة، وهو ما يحصل للهلال الآن؛ إذ ظهر في مبارياته الأخيرة بمستويات مغايرة لما كان يقدمه في المواسم الماضية. وأنا من وجهة نظري الشخصية أرى ذلك طبيعيًّا جدًّا، وخصوصًا بعد الهالة الجماهيرية والإدارية والإعلامية التي واجهت الفريق ولاعبيه بعد البطولات الثلاث المتتالية التي حققها الأزرق في مدة زمنية قياسية.
وأضاف متسائلاً: هل هذا مستوى سالم الدوسري؟! هل هذا هو غوميز الذي نعرفه؟! أين الثعبان كاريليو؟! هل ما يقدمه الظهير محمد البريك هو نفس ما كان يقدمه؟!.. وهل لعب الفريق الهلالي هذا الموسم مباراتين متتاليتين بتشكيل ثابت؟!.. في كل مباراة يفقد الفريق أكثر من عنصر لدواعٍ وأسباب مختلفة!
وواصل الكابتن العودة بقوله: صحيح أن الهلال بعيد جدًّا عن مستواه لكنه في صدارة الدوري منذ جولاته الأولى، رغم قوة المنافسة في المواسم الثلاثة الأخيرة بسبب الأجانب السبعة الذين جعلوا الفرق في صف واحد فنيًّا، حتى شاهدنا النصر الذي يعتبر أحد الفرق الجماهيرية، ولديه استقطابات قوية، يحتل في فترة من فترات الدوري المركز قبل الأخير.
جميع فرق العالم تعرضت لهبوط في المستوى بسبب جائحة كورونا وتداعياتها..
في إسبانيا وإنجلترا وألمانيا وفرنسا لم يعد هناك فريق مميز بما تعنيه الكلمة، حتى أن أفضل فريقين في العالم (الريال والبرشا) لم يظهرا هذا الموسم بمستويَيهما المعروفَين. ورفض العودة تحميل الروماني رازافان لوشيسكو كامل المسؤولية فيما يحدث للهلال قائلاً: «لا نستطيع تحميله وحده فقدان النقاط. المدرب لديه مساعدون، كلٌّ في مجال تخصصه، يرصدون كل كبيرة وصغيرة عن كل لاعب من جاهزية بدنية ولياقية وطبية وتنفسية... إلخ، ولن يختار إلا الأجهز. ولا ننسى أن الغيابات مؤثرة جدًّا. ولك أن تتخيل أنه أمام الأهلي فقط غاب سالم الدوسري وعلي البليهي وكويلار. هذا الثلاثي هم الأفضل والأبرز في مراكزهم على مستوى الدوري. وفي مباريات سابقة غاب المعيوف وجانغ والشهراني والبريك والفرج وعطيف... إلخ». وحول المطالبات الجماهيرية بإقالة لوشيسكو قال: صعب جدًّا جدًّا إقالته في هذا التوقيت، بل مستحيل فعل ذلك؛ لأن البديل سيحتاج إلى نحو 4 أشهر ليتأقلم ويتعرف على إمكانات اللاعبين وطبيعة المنافسات.. وليس من المستحسن إقالة المدربين؛ فهذه ألمانيا - على سبيل المثال - لم يقُد منتخبها إلا قرابة 7 مدربين طوال تاريخها. وبالنسبة للوشيسكو نعم لديه أخطاء، لكنّ اللاعبين أيضًا لهم هفوات، وهبطت مستوياتهم. ولو عدنا لمباراة الأهلي لوجدنا أن الهلال كان الأفضل، والأكثر سيطرة رغم أنه يلعب أمام أحد المنافسين، وهذا المنافس تقوقع في ملعبه دفاعًا، وتعمد لاعبوه قتل الوقت. كما أن الحكم حرم الهلال ركلة جزاء واضحة وصريحة، إضافة إلى غياب الثلاثي سالم والبليهي وكويلار. باختصار: مسؤولية ما يحدث للهلال مشتركة بين الجهاز الفني واللاعبين والإدارة.