مخلوقات كثيرة دعانا الخالق للتفكر فيها؛ قال تعالى: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (الذاريات: 21)، وقوله: {أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (الأعراف: 185). وستظل العقول عاجزة عن الإحاطة بتلك المخلوقات وأسرارها العظيمة.
ويبقى التفكر عبادة وإقرارًا بوحدانية الخالق، والتسليم بمحدودية الفكر الإنساني، وإن بلغت صناعاته وأبحاثه حدًّا كبيرًا فلن تصل إلى حصر ما في الكون من أسرار ومعارف؛ وهو ما يدفع إلى زيادة التفكر والتأمل؛ ليرقى العقل البشري، ويتبوأ المكانة التي يستحقها.. فالله خلق الإنسان لعمارة الأرض وإصلاحها، ودعاه إلى التفكر واكتشاف ما في الكون من معارف.
والسؤال أين عالمنا العربي والإسلامي من عالم الاختراعات؛ فكل الاكتشافات لدول أوروبية وأمريكية وصينية، وأمة الإسلام تنتظر النتائج. فالصناعات لغيرنا، والبحوث تُجرى بعيدًا عنا، وآخرها فيروس كورونا بعلاجات ولقاحات كلها بأيدٍ صينية وإنجليزية وأمريكية، والأمة الإسلامية في انتظار نتائج تبشّر بعلاجات جديدة. فهل التفكير لهم دون سواهم؟ وهل وصل الحال بالأمة الإسلامية إلى العجز عن مجاراة تلك الدول في الطب والهندسة وبقية المخترعات؟ أين الجامعات ومراكز البحوث من هذه المكتشفات المتعددة في مجال الطب والهندسة وكل مناحي الحياة؟ ومتى نرى من الجانب العربي والإسلامي اكتشافًا يجاري ما عند الغرب من مخترعات؟.. وأتساءل مرة ثانية: أين يكمن الخلل؟ في التعليم أم في الإنسان نفسه؟
وأختم ببيت للمتنبي يقول فيه:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم