د.عبدالعزيز العمر
يكاد يكون التعليم والبطالة وجهين لعملة واحدة، فإذا اشتكي أي مجتمع من البطالة فعليك أن تفتش عن التعليم وعن السياسات التي توجهه. وأنا هنا لا أتحدث عن أي تعليم، بل تعليم نوعي متوافق مع العصر، أحيانًا يكون التعليم كلاً على أهله، يستنزف مصادر المجتمع دون أي عائد اقتصادي اجتماعي يوازي ما تم صرفه على التعليم، في الولايات المتحدة - مثلاً - يأتي التعليم ثانيًا بعد وزارة الدفاع في حجم النفقات التي تخصصها لدولة. عندما لا يجد الخريج الجامعي فرصة عمل، فالسبب غالبًا يعود بالدرجة الأولى إلى الخريج نفسه وما يتمتع به من جدية وسمات شخصية، وما يؤمن به من قيم مهنية، ويعود بالدرجة الثانية إلى الجامعة التي تخرج منها الطالب، وما تقدمه هذه الجامعة لطلابها من برامج نوعية تكسب الخريج مهارات وقيمًا ومعارف متوافقة مع مستجدات الألفية الثالثة. هنا أتذكر أنه بوصول طلاب السنة الأولى الجامعية إلى السنة النهائية تصبح كتب السنة الأولى منتهية الصلاحية. هناك من يستغل مشكلة (ولا أقول أزمة) البطالة فيخرج علينا في فيديو مصور ليقول أنا خريج أمريكا في تخصص الهندسة ولم أجد عملاًً، ولو دققت فيما يقول لربما ظهر لك أنه خريج جامعة غير معترف بها، أو خريج جامعة معروفة ولكن تخرج (بالعافية)، أو أنه هزيل لا يمتلك السمات الشخصية المطلوبة في هذا الوقت، بعض خريجي جامعات الغرب ما تسرح به الغنم.