د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
هنيئاً لبلادنا هذا الشوق الحضاري الذي تحفلُ به وتحتفي به عقولنا في المشروعات العملاقة التي باتت تتوالى؛ وهنيئاً لشعبنا السعودي قيادتنا الرشيدة التي تستولد الاستقرار وتستنهض المستقبل من أجلهم، وتجيد باقتدار ممنهج التعامل مع المكان كمستقر لنمو حياة منتجة نافعة يكمن في طياتها الفكر الفوار الذي يتكئ على ممكنات ومقدرات البيئة وقدرات الإنسان؛ وتدعمها إرادة القيادة الحكيمة بعزائم خلاقة وفكر رشيد!
وبعودة للوراء ومنذ ثلاث سنوات تحديدًا ما زال يسكنُنا حديث سمو ولي العهد عن «نيوم السعودية العالمية التي استُحدثت فوق أرض بلادنا وأنها ستكون لاستثمارات الحالمين وموقعًا للذين يريدون خلق كل شيء جديد في هذا العالم، ولا مكان في نيوم للاستثمارات التقليدية»! واليوم جاءت أبرز محمولات مشروع نيوم تتهادى بإعلان فاخر أطلقه سمو ولي العهد في مطلع الأسبوع الماضي ومعه إشراقة سعودية تستقبل العام الجديد 2021م باستحداث مدينة عصرية (ذا لاين) حاضنة لكل صياغات الاستقرار البشري والحياة الجميلة، فتحدث سموه عنها في الأسبوع الماضي باستهلال موفق عندما طرح أربعة من التساؤلات تتركز على دمج الإنسان العصري مع بيئته وهي نظيفة نقية دون رهق وإرهاق، وعند ذاك أبان -حفظه الله- مستهدفات وجود تلك المدينة في بساط نيوم المدهش، وارتقى سموه ذات المنهج الذي دائمًا ما يصافحنا به عند إعلان المستحدثات الحضارية العملاقة في التنمية البشرية، وهو منهج يقدم فيه مصلحة إنسان هذه البلاد في كل المراكب المستحدثة؛ والمدينة العصرية الذكية تتكئ على الطاقة المتجددة المتمثلة في البيانات لتعزيز القدرات التي تحتاجها المدينة لتشكيل بنيتها التحتية، ورصد سمو ولي العهد جملة من حقائق المدن الكبرى في واقع اليوم في تشكيلها المعماري والتنظيمي والبيئي، فظهرتْ في ثنايا حديث سموه مفتتحات لتأصيل الثقة بإمكانات بلادنا الغالية، فكان ما طُرح حول مستهدفات المشروع دخولاً قوياً في عصر جديد؛ ومستقبل تشكله إرادة جديدة مختلفة، فالمشروع يقع في العمق من ممكنات النهوض؛ وفي مفاصل تلك المصفوفات التنموية سوف تستثمر المواهب؛ وتُشجّع الطاقات الشابة وتُستثمر الفرص الوظيفية؛ ويحكم واقع التشغيل مع البيئات الطبيعية؛ كما أن حوار سموه حول المشروع الذي خصّصه للحالمين التواقين الذين يرسمون الصورة الذهنية المحفزة عن العيش في المدن الذكية واستيلاد أمثالها كنموذج لمدن المستقبل التي تقطف من مباهج الوطن أغلاها، وتتحرر من قيود المستحيل، وتحمل بإصرار حاضرها لينتقل بقوَّة مكتنزاً للمستقبل ومحفزًا نحو السلوك الإيجابي وزراعة الثقة في مقدرة الأفراد والجماعات ومن ثم المؤسسات، ومحفزًا نحو صناعة الذات الإيجابية وداعمًا للمشاركة الشجاعة في ريادة الأعمال في إعمار المدن السعودية العصرية؛ ثم إن المدينة العصرية (ذا لاين) صيدٌ مجزٍ يتمحور حول لغة الأجيال الحاضرة والقادمة التي رضعوا صغارًا وانتهجوها كبارًا، والمتمثلة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الجديدة.
ولعلنا نستبق فنرسم صورة ذهنية محفزة من خلال ما رُصد عن مدينة ذا لاين فنملأ أوقاتنا بحكايا جميلة مع مدن المستقبل التي تضم مجتمعات مترابطة. فشكراً لمهندس الرؤية رئيس مجلس إدارة نيوم سمو ولي العهد على تلك الفكرة المستقبلية الجديرة التي سوف تستصدر من أجلها القوانين وتُشرَّعُ من أجلها الأنظمة، وشكرًا لمن رسم سعادة على بساط مستقبل أجيالنا، فالمدينة المبتكرة تُعدُّ نموذجاً لا مثيل له لتطوير المدن لكون من ذوات الرونق والرواق العصري.
والحقيقة أن مدينة ذا لاين المستقبلية الواعدة قبلتْ التحدي لتسكن عالم المستقبل قبل وصوله!
بوح الختام..
عندما يحلُّ البحر الأحمر ضيفًا على الصحراء والجبل والوادي والسهول يحدث هناك في الشمال الغربي لبلادنا الاندماج البيئي الآسر؛ فيستوطنه الإنسان؛ فيعلو إيقاع الحياة الجميل.