الهادي التليلي

تعد السياحة البيئية أو ما يعبر عنها بالسياحة الخضراء السياحة البديلة بامتياز لمجتمع سياحي يحافظ على الإنسان كاستثمار في المعمورة فالتلوث الذي يهدد بقاء البشرية وتقلص الثروات المائية وتعدد الأمراض والأوبئة سببها المجتمع الصناعي النهم الذي أجبرته البراغماتية السلبية على دمار الإنسان من أجل مكاسب آنية الصناعة لم تكن أبدا سيئة ولكن تغولها على حساب الإنسان جعل البدائل ضرورية من هنا جاءت الهندسة الخضراء كبديل لعالم معاصر متوحش يحارب وجود الإنسان السياحة الخضراء التي تعتمد مقولة مدن بلا دخان هي تعتمد على الموارد البيئية التي لا تؤثر على صحة الإنسان.

ومن هنا جاءت مبادرة ولي العهد السعودي ورئيس مجلس إدارة نيوم بأن تضع بديلا سياحيا يستجيب لانتظارات الإنسان المعاصر المحاصر بالأمراض والمجتمع الصناعي القاتل قتلا بطيئا للكائن البشري المشروع ذا لاين THE LIGNE أي الخط حديث في رؤيته ورسالته وأهدافه ويتماشى مع ما وصل إليه الفكر السياحي البديل الذي ينشد سياحة بلا تلوث سياحة ناضلت من أجلها الجمعيات البيئية العالمية وفروع الأمم المتحدة المكلفة بالبيئة سياحة تحترم مستقبل الإنسان وتحقق رخاءه إنها السياحة الخضراء سياحة المستقبل وسياحة الإنسان وهو يتحرر من ربقة المجتمع الصناعي وهي كذلك السياخة الصحية.

لهذا وغيره كانت نيوم المقترح البديل في شبه الجزيرة العربية كيف لا وهي تنعم بمعطيات نجاح النشاط السياحي البيئي لتوفر الشمس والجبال والمياه وكلها تتحقق في المشروع السياحي العالمي لنيوم.

ولسائل أن يسأل لماذا ولي العهد اختار أن يقدم بنفسه هذا المشروع الذي يعتبر جديدا في منطقة الخليج العربي والجواب هو أنه أراد أن يعطي دفعا للفكر الجديد دفعا يعجل بسرعة الإنجاح والتحقيق والتشغيل لمشروع سياحي بيئي جديد في فكره وبث لثقافة سياحة جديدة لأنها كمنتوج سياحي مختلف تحتاج إلى الوصول إلى الفكر الجمعي قبل التحقق على أرض الواقع وهنا يتجلى دور السياسي القيادي الذي يدفع بعجلة التنمية ويدفع بثقافة مجتمعه فنيوم مدينة المستقبل التي تنتمي لرؤية استراتيجية بادرت بها المملكة لنماء شعبها واقترحتها كمنوال يمكن تجسيده أينما توفرت الإرادة الصادقة في أي قطر أو قارة أو كيان لأن السعودية ليست عامة دينية وقوة بترولية فحسب إنها منتجة لأفكار بديلة وكيان حضاري سيكون له شأن كبير قادم الأيام لتوفر الإرادة الصادقة والقيادة الحكيمة والخطط الإستراتيجية عالية الدقة والتي تحلق خارج سرب المعتاد والمألوف.