محمد بن عبدالله آل شملان
صاحب مشاريع وأهداف وإستراتيجيات. خطواته في ذلك محسوبة. صديق النجاح. لا يعترف بكلمة مستحيل. وصاحب منهج عمل مزج بين المعرفة والثقافة والإصرار والتحدي. أتحدث عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والذي فاجأنا بمشروع المستقبل الواعد في 10 يناير 2021م (مدينة ذا لاين).
نعم، مشروع المستقبل الواعد. لم يتوقف أمير الرؤية عند خمسة أعوام من الإنجازات في ظل الرؤية السعودية 2030، بل ضخّ دماء جديدة في شرايين الأمل للنهوض بوطنه.
قائد يؤمن بأن العمل الحكومي ليس نفوذاً على الناس، لكنه نفوذ لخدمة الناس، أطلق قوله: «نلتزم أمامكم أن نكون من أفضل دول العالم في الأداء الحكومي الفعَّال لخدمة المواطنين، ومعاً سنكمل بناء بلادنا لتكون كما نتمناها جميعاً، مزدهرة قوية، تقوم على سواعد أبنائها وبناتها».
صاحب مقولة: «طموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم»، يجدد وعده ويواصل بعمله الدؤوب مشروعه المعطاء لوطنه ولأمته، يستكمل مسيرة المؤسس الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه-، أجيال تتّالى بعدها أجيال توقن في نفوسها أن العمل والإنتاج هو الطريق الوحيد للصمود، وأن البناء والتنمية تهد الجسور للعبور إلى المستقبل.
ما يستحق التوقّف هنا، أن مشروع المستقبل الواعد وجد تأييداً كبيراً لدى المواطنين، إذ عدُّوه رسالة واضحة لتعميق تقديرهم وإجلالهم للقيادة الرشيدة النادرة التي تضع مستقبلهم ومستقبل أبنائهم في قائمة أولوياتها، ويستمرون معه في مسيرة البناء والتنمية وتحقيق الأحلام. لا سيما أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يؤمن ببناء الإنسان وليس لديه خط نهاية للتميّز.
فهو الذي قال: «لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجه دوماً إلى الأمام».
وها هو حديثه الشهير الذي لا يزال في ذواكر الأجيال الجديدة: «أخشى أن يأتي اليوم الذي سأموت فيه دون أن أنجز ما في ذهني لوطني.. الحياة قصيرة جداً وهناك الكثير من الأشياء بإمكاننا صنعها للوطن، وأنا حريص أن أراها تتحقق بأم عيني، وهذا هو السبب في أنني في عجلة من أمري». نعم تحدث فأوجز.
إنجازات سمو ولي العهد الأمين تتكلم عن نفسها أمام العالم. منذ ابتكار المهمة، ووضع إستراتيجيته التي تقوم ركائزها على بناء الإنسان والوطن، وكانت النتيجة أن وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» صار قبلة العالم، يتهافت على رؤيته وزيارته البشر من كل أنحاء المعمورة، لدرجة أنه صار مثلاً لمن يفكر في تنفيذ رؤية عصرية متكاملة تعتمد على مكامن القوة من الثروات الطبيعية والبشرية والمكتسبة.
الواقع يشهد أمام العالم على أننا في المستقبل سنكون أمام منجزات ضخمة ستصبح واقعية -بمشيئة الله تعالى - وستتلامس مع أبصار شعوب العالم، وهو ما سيرسّخ مكانة خاصة لوطننا عالمياً. ففي ظل الرؤية السعودية 2030 سنعيش إنجاز «ذا لاين»، والأقمار الصناعية، والإنجازات العمرانية غير المسبوقة، والقدية، وآمالا، والرياض آرت، والرياض الخضراء، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع الطائف الجديد، ومشروع بوابة الدرعية، ومشروع داون تاون، ومركز الحرب الجوي السعودي، ومدينة سبارك، ومدينة الفيصلية، ومجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية، وحديقة الملك سلمان.
هذه الإنجازات العملاقة لا تحتاج إلى دليل يؤكد قيمتها وتفرّدها، أكثر من أن مشروع نيوم الذي تم إنشاؤه عام 2017م ومنذ ذلك الحين وحتى الآن ووتيرة العمل بالمنطقة لا تهدأ، فهي في عمل مستمر حتى تحولت الأرض البكر المتربعة على مساحة 26500 كم2 إلى معلم جغرافي بارز على خارطة العالم والمملكة على وجه الخصوص متمتعة بطبوغرافية عزَّزت من روح العمل والتناغم ما بين عمارة المكان وطبيعته من خلال مشروعات تنموية تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمنطقة كما في مشروع مدينة ذا لاين الذي سيحتفظ بـ95 % من طبيعة نيوم، وُيسخّر التقنيات الحديثة لخدمة ساكني المدينة لينعموا برغد العيش في مدينة المستقبل.
صاحب مقولة: «إن مستقبل المملكة مبشِّر وواعد، وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق. لدينا قدرات سنقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل»، يواصل بسواعد التغيير والأمل والطموح وفكره الوطني في استكمال مهمته، يتأمل ثلاثة قرون مضت من عمر المملكة العربية السعودية، ويستقبل أياماً وسنوات أخرى من العمل الدؤوب والمنجزات المستمرة التي تحقق رفاهية وسعادة الآخرين.
علت وارتفعت معاني المعرفة والثقافة والإصرار والتحدي في ملامح شخصية هذا القائد؛ فتركت آثارها واضحة بالانتصار على المستحيل، ليصل وطننا في مؤشراته إلى نقطة الأفضل في الاقتصاد والسياحة والتعليم والحوكمة والتقنية والاتصالات وغيرها من المجالات.
كل المؤشرات التي تكشفها إستراتيجية سمو ولي العهد -حفظه الله- تقول إن خلال الـ50 عاماً القادمة ستشهد تطوراً نوعياً، وأداء كمياً، وطفرة لم تكن مسبوقة، تجعل من وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» مثالاً يُبنى عليه في تطور الأمم وحضارتها، وبناء الشعوب.
البشريات التي زفتها وسائل الإعلام على مستوى دول العالم حول حالة زخم النهضة للمملكة العربية السعودية، بدءاً من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مقاليد الحكم، ومروراً بتدشين الرؤية السعودية 2030، وصولاً إلى مشروع المستقبل الواعد في نيوم مدينة (ذا لاين )، كلها براهين ثابتة وأدلة دامغة ذات تأكيد على أن البُنى التحتية الإنسانية للأوطان هي التي تقف في وجه المصاعب والتحديات، والآن وبما أننا في ظل هذا العالم الذي نعيش فيه الذي يموج بالتغيّرات المتلاحقة، فإننا نتوقف عند رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لهذه اللحظة التي قال عنها: «رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام، ومنهجها الوسطية، تتقبل الآخر. سنرحب بالكفاءات من كل مكان، وسيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح».
في النهاية تظل رؤية محمد بن سلمان وتوقعاته لمستقبل المنطقة والشرق الأوسط ومعرفته باقتصادات العالم كلها ثاقبة وطريق عبور إلى المستقبل بكل تحدياته.