تقرير - محمد العيدروس:
مَن يصدِّق أن العاصمة الرياض التي اشتهرت حتى وقت قريب بأجوائها الترابية الطاردة، أصبحت اليوم تباهي نظيراتها العواصم العالمية الساحلية بـ 3 كورنيشيهات مائية على أعلى مستوى؟؟
والمتأمل لحجم الازدحام والإقبال الكبير من العائلات والمواطنين والمقيمين لشلالات الحاير الجديدة جنوبا وتطوي بحيرة وادي حنيفة غربا وبحيرة وكورنيش وادي نمار كمتنفس بيئي طبيعي يتيقن له أن هناك تكاملا ناجحا ومثيرا في منظومة العمل الجماعي بين وزاره السياحة من جهة والهيئة الملكية لمدينة الرياض وبقية القطاعات المعنية من جهة أخرى.
العاصمة الرياض وهي تنافس بقوة نحو جذب الأنظار إليها في موسم شتاء السعودية الحالي أصبحت عروسا تختال بجمال ردائها وفتنة التفاتتها قبل أن تكون عاصمة للقرار العربي واللاعب الأهم لمجموعه العشرين .
تمكنت الرياض الأنيقة من نفض غبار الماضي، وتحولت من بيئة طاردة إلى عاصمة سياحية متكاملة تزدان بالبحيرات ومفهوم الكورنيش المائي الذي كان ينقصها.
«الجزيرة» تقدم في الرصد التالي جانبا مصورا من ثلاث إطلالات مائية _ كورنيش _ تلف العاصمة من عدة جنبات :
بحيرة وممرات وادي حنيفة
تبنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض حماية وتأهيل وتطوير منطقة وادي حنيفة، وجعلتها من ضمن أولوياتها؛ لما لهذه المنطقة من أهمية كبيرة واستعداد أكبر لجذب الاستثمارات المتنوعة، ولأن هذا الوادي بمساحته المترامية الأطراف والمتشعبة من شمال الرياض إلى جنوبها قادر على أن يكون رئة الرياض ومتنفساً طبيعياً لقاطنيها وهو ما حدث بالفعل .
فعلى أرض يصل طولها إلى 120 كم يستريح وادي حنيفة ممتداً من حافة طويق التي تمثل الحدود الشمالية للوادي مخترقاً الجزء الأوسط من هضبة نجد، إلى الحاير جنوب الرياض، ويتراوح عمق مجراه بين (10) أمتـار و(100) متر، كما يتراوح عرضه بين (100) متر وما يقرب من (1000) متر كأقصى اتساع.
ويمثل وادي حنيفة مصرفاً طبيعياً لمياه السيول والأمطار لمساحة تقدر بـ (4000) كم مربع من المناطق المحيطة به، حيث تصب فيه روافد طبيعية من الأودية والشعاب تزيد على ( 40 ) وادياً أشهرها من جهة الغرب: « الأبيطح، العمارية، صفار، المهدية، وبير، لبن، نمار، الأوسط، ولحا «، ومن جهة الشرق :» الأيسن والبطحاء «، وتبلغ كمية المياه التي تصب فيه يوميا حوالي سبعمائة ألف متر مكعب من المياه.
وينقسم الوادي إلى خمسة أقسام ابتداءً من مجراه هي «بطن الوادي والسهل الفيضي والمصاطب الرسوبية الأفقية أو المستوية الأسطح والجروف والأودية والشعاب»، ويزدهر على ضفاف وادي حنيفة التجمعات السكانية كالبلدات والقرى، حيث يعملون بالأنشطة الزراعية كالمشاتل وبساتين النخيل والحبوب والخضروات والفواكه، بالإضافة إلى ما يحتويه الوادي من المنشآت الأثرية والآبار والسدود.
متنزهات مفتوحة
تضمن مشروع التأهيل البيئي بالإضافة إلى تأهيل بطن الوادي، إنشاء 6 متنزهات مفتوحة هي : متنزه سد العلب الذي يحتوي على ممرات للمشاة بطول 5,5 كيلو متر، وجلسات للمتنزهين تشمل 93 جلسة، ومواقف للسيارات على جوانب الطريق تتسع لـ200 سيارة، إلى جانب ممر مرصوف للمشاة بطول 2 كيلومتر مزود بالإنارة والتشجير. ومتنزه سد وادي حنيفة الذي يتميز بـ 27 جلسة للمتنزهين، وممر للمشاة بطول 5,6 كيلومتر. ومتنزه منطقة المعالجة الحيوية بعتيقة والذي يحتوي على 52 جلسة وممرات للمشاة بطول 1100 متر. ومتنزه السد الحجري الذي تبلغ مساحة بحيرته حوالي 10 آلاف متر مربع وبعمق يصل إلى مترين، وتم رصف محيط السد بممرات للمشاة بطول 4,5 كيلومتر، وتنفيذ جلسات للمتنزهين حول البحيرة.
كما تضم المتنزهات أيضاً، متنزه بحيرة المصانع والذي يضم ممرات للمشاة بطول 4 كيلومترات، وجلسات للمتنزهين تبلغ 22 جلسة. فيما تبلغ مساحة البحيرة 40,000 متر مربع، بعمق يصل إلى 10 أمتار. وكذلك متنزه بحيرة الجزعة الذي تبلغ ممرات المشاة المقامة فيه 5,5 كيلومتر، وزود بعدد 37 جلسة للمتنزهين، فيما بلغت مساحة البحيرة 35 ألف متر مربع، بعمق يصل إلى ثلاثة أمتار.
كورنيش وادي نمار
يشكل وادي نمار واحداً من أهم الوديان الشهيرة في المملكة حيث يفد إليه الكثيرون من أجل التنزه، وأكثر ما يميز المنتزه انه يصلح للعائلات بشكل كبير للغاية، ولاسيما والمنتزه يسوده الهدوء طوال الوقت ، فهو معلم يضم العديد من المناظر الطبيعية بعيدا عن تلوث المدينة.
يقع وادي نمار في الجهة الجنوبية من مدينة الرياض.. بدأ بناء المنتزه أولا عن طريق بناء البحيرة التي تم بناؤها اعتمادا على سد وادي نمار.
وتبلغ مساحة بحيرة نمار، مئتي ألف متر مربع، ويبلغ عمقها ما يقارب عشرين متر مربع، أما طولها يصل إلى 2 ألفي مترٍ مربع، ربما يعتقد الكثيرون أن هذه المساحة صغيرة لكن الحقيقة أن البحيرة بها مواقف ضخمة للسيارات، قد تستوعب ما يقارب ثمانمائة سيارة.
وتتعدد الأنشطة التي يمكن ممارستها في وادي نمار، منها الجلوس على بحيرة وادي نمار، والتمتع بالهدوء الشديد والهواء العليل، كما يوفر حافلة لنقل الزوار من البحيرة إلى الكورنيش الموجود في الوادي وبالعكس، كما يمكن للزائر مشاهدة أنواع الطيور المختلفة والأسماك.
شلالات وبحيرة الحاير الجديدة
وهي واحدة من احدث المشروعات الحديثة التي افتتحت حديثا على بعد 45 دقيقة من وسط الرياض .. ويقع هذا الكرنفال المثير ضمن محمية الحاير البالغة مساحتها 40 كيلومترا، وهي مساحه مفتوحة تلتف بالخضرة وبها كورنيش مائي يمتد لأكثر من 2 كيلومتر، إلى جانب شلالات كبرى تزين المكان واسماك داخل البحيرة.
وتم تجهيز هذا الموقع بدورات مياه وممرات مشاه ومواقف فسيحة للسيارات وجلسات مخصصة للشواء والاستمتاع بمنظر الكورنيش إضافة إلى توافر رجال الأمن الصناعي واللوحات الإرشادية وممرات المشاة الحديثة. كما يلف الموقع عشرات الآلاف من الأشجار والنباتات البيئية اللافتة.
وتجذب شلالات الحاير نهاية كل أسبوع الأسر السعودية ومئات العائلات والأسر الغربية والآسيوية التي تتوافد عليها منذ وقت مبكر صباحا.