تقرير - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
نَقْل «التعليم عن بُعد» عبر الفضائيات على أثر جائحة كورونا للفئات الخاصة لاقى نجاحاً كبيراً، حيث استطاع معلمو ومعلمات التربية الخاصة إيصال الدروس للطلاب والطالبات إلى منازلهم.
فئات الصم وضعاف السمع يتلقون تعليمهم عبر هذه القنوات بلغة الإشارة، وقد أثبت مترجمو الإشارة تفوقهم في إيصال الدروس إلى الصم.
«الجزيرة» قامت بزيارة لموقع استديوهات البث المباشر لطلاب الفئات الخاصة والتقينا بالدكتور/ محمد بن زيد المحسن المشرف العام والفني على ترجمة دروس الصم بلغة الإشارة الفضائية عبر قناة «عين» وبعدد من المعلمين والمعلمات المترجمين لهذه الدروس.
وقد أكد الدكتور/ المحسن أن هناك عدداً من المترجمين للغة الإشارة يعملون يومياً في هذه القناة وقناة «عين» الفضائية، حيث يوجد يومياً أكثر من 100 مترجم لجميع الدروس وبالتناوب وهم من خيرة من يجدون لغة الإشارة لفئات الصم، وبعضهم لديهم دبلومات في لغة الإشارة، مؤكداً أن هناك قنوات للفئات الخاصة ثبت يومياً لجميع الإعاقات المختلفة في مجال التعليم ولجميع المواد التي تعطى للطلاب الصم من المرحلة الابتدائية حتى المرحة الثانوية.
وأضاف المحسن أن المناهج من الصفوف الأولية إلى الثانوية يتم ترجمتها للطلاب بواقع 99 في المئة، حيث إن من يقومون بهذا العمل هم معلمون قبل أن يكونوا مترجمين وهم يشرحون الدروس ولم يواجههم أي مصاعب بل استطاعوا إنجاز مهامهم بكل اقتدار.
وبيَّن الدكتور المحسن أن نقل البث لتعليم الصم وضعاف السمع في جميع المراحل كان على مستوى المملكة، بل يشاهد هذه الدروس العديد من دول العالم العربي والإسلامي. وقد تلقينا العديد من الإشادات من بعض الدول التي لديها فئات خاصة وتحتاج مثل هذه الدروس لطلابها في منازلهم.
وحول سؤال هل لغة الإشارة موحدة عند المعلمين ومعرفة لدى الطلاب.. بيّن قائلاً : هناك لغة الإشارة السعودية وهناك لغات ومصطلحات أساسية في الدروس التعليمية من قبل المعلمين تعطى للطلاب ويتم إفهامهم إياها، لدينا إحصائيات عن الفصل الدراسي الأول حيث تم توثيق أكثر من 4956 حصة دراسية بواقع من 5 إلى 6 حصص يومياً للذكور والإناث، ولهؤلاء المعلمين والمعلمات جهود بارزة في نجاح مسيرة التعليم للفئات الخاصة عن بعد في بث الدروس لعموم الطلاب.
وأوضح أنه يوجد لدينا معلمات مترجمات للغة الإشارة لتعليم الدروس وهن أساساً معلمات في التعليم وحاصلات على دورات في مجال لغة الإشارة، وهن متميزات في هذا التعليم لفئات الصم وضعاف السمع وهم يعرضن الدروس من خلال هذه القنوات، ويقوم معلم لغة الإشارة بترجمة هذه الدروس للطالبات الصم في منازلهم.
وحول تطوير العمل في هذا المجال لتكون الاستفادة أكبر وأشمل.. قال الدكتور المحسن : لدينا طموح ولدينا مراجعات لأي إخفاقات أو صعوبات تواجه الطلاب أو المعلمين في مجال بث الدروس الفضائية ويتم معالجتها مع الجهات ذات الاختصاص.
** وحول سؤال هل البث المباشر للفئات الخاصة أثبت نجاحه بيّن الدكتور محمد المحسن قائلاً : نعم قناة التربية الخاصة حققت نجاحات والنجاحات جاءت ممن يعملون مع هذه الفئة حيث إنهم عند مستوى المسؤولية في بث دروسهم للطلاب والطالبات عبر هذه القنوات، وهناك أسر استفادت من هذه التجربة وخففت عنهم بعض المعاناة، وأصبح الأهالي يتابعون أبناءهم مع المعلمين مباشرة ويعرفون عن أبنائهم الشيء الكثير.
أوضح أن الطالب الأصم يأخذ منهج التعليم العام مثله مثل الطلاب العاديين، والمتغير في ذلك هو ترجمة هذه الدروس إلى لغة الإشارة.. والطلاب الصم هم حالياً مدمجون مع طلاب المدارس العادية في عموم المراحل على مستوى المملكة.
** ما العوائق التي تواجهونها من خلال تجربة البث؟
لا يوجد عوائق.. وهناك جهود جبارة لترجمة المناهج بلغة الإشارة وهي تؤتي ثمارها ولها نتائج مثمرة عند الطلاب وأولياء الأمور.. ولكن طموحنا أكبر.. نحن نطمح إلى تطوير العمل في مجال المدرسة الفضائية لبث التعليم عن بعد لفئات الصم.. وإيجاد قنوات خاصة بالصم ونحن في حاجة إلى مثل هذه القناة الخاصة.. وهذه أمنياتنا وطموحنا وطموح المعلمين والمترجمين للغة الإشارة.. أن يكون لدينا قناة خاصة بنا.
* هل لديكم احصائيات عن عدد الصم وضعاف السمع في المملكة؟
- هناك دراسات وإحصائيات تمت من قبل بعض الجهات ولكنها غير مؤكدة وغير دقيقة، وهذه الإحصائيات تقول يوجد في المملكة ما يقارب 100 ألف أصم وضعاف سمع وهذا يؤكد بأنه يوجد لدينا شح كبير في عدد المترجمين والمترجمعات.
* كم عدد المترجمين للغة الإشارة؟
- عدد المترجمين المتقنين للغة الإشارة قليل جداً في المملكة حتى على مستوى دول العالم، ولكن الوزارة تسعى لزيادة هذه الأعداد من خلال الدورات أو دبلومات في هذه الترجمة لسد النقص، وهناك تفاعل داخل مدارس الصم ومع أندية الصم والجهات التي تتعامل مع فئات الصم مثلها مثل أي لغة أخرى لابد لها من مترجمين.
* كيف يتعامل الصم مع اللغة الانجليزية؟
- اللغة الانجليزية لها أبجدية لابد أن يتعلمها المعلمون لإيصالها إلى فئات الصم، ولدينا نماذج من المعلمين والمعلمات لديهم هذه الأبجدية التي يتعاملون بها مع طلابهم وهي أبجدية ناجحة.
* وحول قاموس لغة الإشارة هل هو قاموس موحد على مستوى الوطن العربي؟
- أجاب الدكتور قائلاً: هناك قواميس كثيرة للغة الإشارة.. مثل القاموس السعودي والأردني والقطري والكويتي وبعض الدول العربية لديها قواميس لكن لكل دولة قاموس خاص بها، والمملكة - ولله الحمد وبفضل من الله - ثم بتوجيهات ودعم الملك عبد الله - رحمه الله - تم دعم الجمعية السعودية للإعاقة السمعية في المملكة وهو دعم سخي جداً، وتم تحديد ميزانية لإنتاج قاموس سعودي للغة الإشارة ورأى النور وهو حالياً موجود في هذه الجمعية وتم تحكيمه من عدد من الجهات المتخصصة على مستوى الوطن العربي حتى أن بعض الدول تطلب هذا القاموس السعودي.
* «الجزيرة» التقت المعلمين الذين يترجمون عبر القناة لفئات الصم.. وقد قالت الأستاذة: سميرة الحميد لا يوجد لدينا أي مصاعب في شرح الدروس للطلاب.. الصعوبة في أنك تشرح عبر قناة ويتطلب الأمر أن تكون سريعاً في الترجمة، من هنا فإن الموضوع يتطلب مهارة سريعة والعكس عندما كنا ندرس للطلاب داخل الفصل كان هناك تريث في الترجمة.. ولكننا استطعنا أن نقدم الدروس عن بعد وبإتقان.. أنا معلمة أقوم بتدريس ما بين 4 إلى 6 ساعات يومياً لجميع التخصصات.
وأكد كل من المعلم بندر الصالح والمعلم محمد الذويب والمعلم محمد الأكلبي أن تجربة التعليم عن بعد لفئات الصم تجربة كانت ناجحة، حيث استطعنا إيصال المعلومات للطلاب إلى منازلهم ولم نجد أي صعوبة.. لأن لغة الإشارة لدينا قوية من خلال التدريب والممارسة.