خالد بن حمد المالك
لم يخطئ من أطلق على المملكة أنها دولة عظمى، فهذه الصفة، وهذا التوصيف يتناغم مع الحراك المذهل الذي تمر به المملكة، وينسجم مع الإنجازات الكبرى التي تحققت أو هي في مرحلة تحقيقها في جميع الأصعدة، وفي كل المجالات.
* *
فالمملكة دولة حضارية، ربطت بين ماضيها وحاضرها بكل هذا البهاء الذي نشاهده على الأرض، ونرى فيه خطوات جسورة للتجديد والابتكار في صناعة مستقبل للدولة العظمى التي عناها من أطلق عليها هذا الوصف في الزمن المناسب.
* *
هي المملكة التي ستتضاعف فرصها الاستثمارية الكبرى بما يُقدَّر بـ 6 تريليونات دولار، كما صرَّح بذلك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحضور 160 من قادة رواد الأعمال المؤثرين خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي كان فيه ولي العهد الأكثر تأثيراً وإقناعاً لرجال الأعمال.
* *
هناك إصلاحات ستتضاعف في السنوات العشر القادمة - يقول الأمير محمد بن سلمان - وأي ازدهار في المملكة، إنما يؤدي إلى تنمية المنطقة والعالم، فهنا بالمملكة ظاهرة قيادية اسمها محمد بن سلمان الذي قاد البلاد بتوجيه من الملك إلى رحلة تحولت فيها كل محاور الدولة رغم تحديات العام المنصرم.
* *
وفي التفاصيل، هناك 3 تريليونات دولار مخصصة لاستثمارات في مشاريع جديدة، وتمويل 85 % من البرنامج الاقتصادي الضخم سيتم من قبل صندوق الاستثمارات العامة، والقطاع الخاص السعودي، مع تحفيز رأس المال الأجنبي للدخول في استثمارات القطاعات الواعدة والتقليدية.
* *
المملكة بحسب ما قاله ولي العهد ستكون على موعد مع الارتقاء لموقع الريادة في الطاقة المتجددة والثورة الصناعية الرابعة والسياحة والنقل والترفيه والرياضة، وهي بهذا التوجه تعتمد على ما تملكه من مقومات، وما تزخر به من مكتسبات.
* *
ولم ينس الأمير محمد بن سلمان أن يخص الشركاء الجادين والفاعلين بتقديره لدورهم في تقديم قيمة مضافة في نقل وتوطين المعرفة، وتعزيز المواهب داخل المملكة، ضمن الشراكات والتعاون معهم، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
* *
وللتذكير، فإن ما تم تحقيقه منذ الإعلان عن رؤية المملكة 2030 وحتى الآن، يمكن أن نشير إليه من خلال تضاعف الإيرادات غير النفطية، وتمكين المرأة في سوق العمل، ورفع مستوى التنافسية في بيئة العمل، وتفعيل دور صندوق الاستثمارات العامة، وحماية البيئة وغيرها كثير مما أشار إليه سموه في كلمته.
* *
والمملكة مع كل هذا التطور، ومع هذه الإنجازات الكبيرة، فإنها لم تتخل عن دورها القيادي في الاقتصاد العالمي، بل إنها -كما يقول سموه- حريصة على التعاون الدولي مع الشركاء والأصدقاء في مجتمع الأعمال.
* *
ظهور الأمير محمد بن سلمان بين الحين والآخر، في مختلف المناسبات، ومع كل جديد يستحق الإعلان عنه، هي سياسة تضع المواطن السعودي والعالم على معرفة حقيقية بما نحن عليه الآن، وما نخطط له في المستقبل، خصوصًا أن دول العالم تعول على المملكة، ويهمها أن تتعرف على توجهاتها، وعلى فرص ومجالات التعاون معها، كونها إحدى دول مجموعة العشرين، وإحدى الدول الرائدة اقتصادياً، وباعتبارها تمر بمرحلة غير مسبوقة في إقامة المشاريع في زمن تتوارى فيه غيرها من الدول، وتعاني من الركود الاقتصادي بفعل تأثير جائحة كورونا.