فهد بن جليد
المرحلة الحالية تحكمها السلوكيات الشخصية للأفراد ومدى التزامهم بالقوانين والأنظمة والبرتوكولات المرعية أكثر من أي خطوة أخرى, الحصول على لقاح كورونا -المتوفر بحمد الله في المملكة- هو الخطوة المثالية للتخلّص من الفيروس ومنع انتشاره, الأمر لا يزال قراراً شخصياً في معظم الدول تبعاً لمستوى ثقافة وثقة أفراد كل مجتمع في نظامه الصحي, الحصول على اللقاح يجب أن يرافقه التزام الأشخاص أنفسهم بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامة طوال الوقت, والبُعد عن مواطن العدوى والانتشار كأهم الخطوات الضرورية للحماية.
السيناريو السابق يمثِّل الصورة النموذج التي تعمل معظم الدول لتحقيقها وتُحارب من أجل تطبيقها (اللقاح + الالتزام بالبرتوكول), في المملكة نتمتع -بفضل الله- بسهولة في الحصول على اللقاح مجاناً, إضافة إلى ثقافة صحية وموثوقية عالية تُساعد على التباعد الاجتماعي وفق البروتوكول ليتحقَّق منع انتشار الفيروس, كل هذا مدعوم بحزمة قرارات وقوانين تُشجِّع على الالتزام, لعلَّ آخرها استمرار التعليم في (الفصل الثاني) عن بُعد لعشرة أسابيع قادمة, قبل إعادة تقييم الوضع مرَّة أخرى, هذه ميزات تزيد من الثقة في النظام الصحي السعودي وتعكس مزيداً من حرص المملكة على صحة الإنسان, والدفع نحو ذلك مهما كانت التكاليف والخسائر المادية, أشخاص في ثقافات أخرى تكشف لك وسائل تواصلهم الاجتماعي كيف أنَّهم تائهون؟ بسبب صعوبة حصولهم على اللقاح, مع عدم وجود آلية أو خطة أو حتى داعم ودافع لتطبيق أي تباعد يمكنهم الالتزام به.
لاحظ أنَّ متابعة حصول الآخرين على اللقاح لا تعني انتهاء الفيروس أو القضاء عليه, ما لم يُبادر الشخص نفسه للخطوة التالية, ويستفيد من الفُرص والنعم المُتاحة للحصول على الجرعة, الاكتفاء بالمُشاهدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها, ومُتابعة أرقام من حصلوا على التطعيم لا يمنحان المناعة اللازمة, ثمَّة مسؤوليات فردية على الجميع القيام بها لتتحقَّق الحماية اللازمة, لنتذكَّر حال من يعانون ونعمل بالأسباب.
وعلى دروب الخير نلتقي.