أ.د.عثمان بن صالح العامر
هناك من الفلاسفة والمفكرين من يرى أن على الإنسان أن يتعرف على الكون الطبيعي ويكتشف قوانينه من أجل السيطرة عليه وقهره، والعلم هو الذي يعطي الإنسان الأداة التي تتحقق بها هذه السيطرة وهذا القهر، وكأن العلاقة بينهما علاقة صراع ووجود.
والاتجاه الثاني جاءت ردة فعل على الاتجاه الأول، فالموقف الأصوب لدى أنصار هذا الاتجاه هو التعايش مع الطبيعة ومصادقتها واحترام قوانينها لأن ذلك يعود بالنفع والخير على جنس الإنسان، وهو ما يسمى بالغرب بـ(أحزاب الخضر).
وكلما كان الإنسان صديقاً للطبيعة كان إلى السعادة أقرب.
سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين (رئيس مجلس إدارة شركة نيوم) أراد أن ينقل قناعته التامة بالاتجاه الثاني فقدم بأسلوب علمي رصين مشروعاً عالمياً رائداً وفريداً وبصياغة احترافية وإبداعية رائعة تدل دلالة واضح على أنه يقودنا ويدفعنا للتفكير خارج الصندوق وبأسلوب جديد بعيداً عن التقليدية والتصفيد.
لقد طرح حفظه الله أولاً أسئلة عالمية هامة جداً تدور في ذهنية البعض من المنظرين المستشرفين للمستقبل البشري، ثم شرع في بيان الحقائق المتولدة عن هذه الأسئلة المفصلية الصادمة بالأرقام والأدلة للخاصة قبل العامة، وخلص من هذا وذاك إلى قرار مستقبلي سيكون حديث العالم الباحث عن مدن العيش الآمن صحياً ونفسياً فضلاً عن الأمن الجسدي. وهذا مؤشر هام في أننا في المملكة العربية السعودية صرنا نقدم الحلول الناجزة للمشاكل الناشئة عن السباق التنموي العالمي بقالب متطور ومتميز ينم عن روح العطاء الإنساني المتقدم ويخلق فرصاً وظيفية نوعية عديدة ويشارك في إسعاد البشرية الغارقة - جراء التضخم العمراني في العواصم العالمية والمدن الصناعية - بالتلوث والقلق وهدر الوقت وصعوبة الحياة وعدم تنفس إنسانها الهواء الطبيعي النقي.
إن استشراف المستقبل وقراءة الاحتمالات المتعددة (المتوقع، والممكن، والمرغوب به) فن لا يجيده إلا أصحاب الذهنية الصافية والتفكير العميق ولا يقدم على مغازلته إلا ذوي الهمم العالية والإرادات المتقدة وإن عد هؤلاء في عالم اليوم فإن من يتربع على كرسي الريادة والسبق هو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي جعل من الرؤية 2030 - وهو مهندسها وداعمها ومتابع تنفيذها - إطاراً استراتيجياً لغد سعودي أفضل وبعقول وطنية وأيدٍ سعودية راهن عليها وتحدى بها فكسب الرهان، والبراهين والشواهد الحية أكثر من أن تعد وتحصى في هذا المقام، والقادم بإذن الله أجمل وأميز، حفظ الله قادتنا وأدام عزنا ونصر جندنا وحرس وحمى ديارنا وأبقى أمننا ووفق علماءنا وأدام لحمتنا خلف قيادتنا وإلى لقاء والسلام.