عبدالكريم الحمد
انقضت 12 جولة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين كانت مليئة بالمفاجآت السارّة والسيئة لجماهير الأندية، فالبعض منها عانى حمّى البدايات فاستطاع تجاوزها، والبعض الآخر لازال يمنّي النفس في الهروب من القاع بعد أن طالت معاناته، وفئة من الأندية كانت تعاني من خطر الهبوط وتصارع للبقاء في الموسم الماضي، ولكن مصيرها اختلف في الموسم الحالي بفضل نتائجها واستقرارها الفني الإيجابي في الجولات الماضية وبالتالي انعكس على موقعها في سلم ترتيب الدوري كالاتحاد والفتح.
ثلاث جولات متبقية من عمر الدور الأول، وبالتالي فإن قراءة المشهد التنافسي المتمثل في سلم ترتيب الدوري يميل للواقعية بنسبة كبيرة وليس كما يصور البعض أن الدوري لازال في بداياته، وفي رأيي الشخصي فإن جدول الترتيب بات منقسماً لثلاثة أجزاء لا رابع لهم، فالجزء الأول تمثّل في الأربعة الكبار المتمركزين في مراتب القمة وهم (الهلال والشباب والأهلي والاتحاد) بفارق نقاط لا تتجاوز الـ10، وإن كنت أشك في استمرارية الأهلي في المنافسة، حيث أتوقع اقتحام التعاون وتراجع الأهلي نظراً لظروفه الإدارية والفنية غير المستقرة في الملعب وخارجه.
أما الجزء الثاني في سلم ترتيب الدوري فهو يتمثل في ستة أندية وهي (الوحدة والتعاون والفتح وأبها والقادسية والاتفاق) نظراً لتقاربهم النقطي الذي لا يتجاوز الـ3 نقاط من المركز الخامس وحتى التاسع وهي المنطقة التي يُطلق عليها في سلم الترتيب «منطقة الدفئ»، حيث تميّز فيها نادي أبها في الحفاظ على مستواه الفني المتصاعد بقيادة مدربه المتمرس والواقعي (عبدالرزاق الشابي)، وكذلك احتضنت أندية المنطقة الشرقية التي نادراً ما نجدها تتنافس في مراتب متقاربة في الدوري، إلّا أن الأبرز هو تألق قدساوي كان ملفتاً للنظر بالرغم من حداثة صعوده.
وأخيراً الجزء الثالث المتمثل في أندية القاع في سلم الترتيب وهي (النصر والرائد والفيصلي والباطن والعين وضمك) حيث لا يفصل بين صاحبي المركزين الحادي عشر وقبل الأخير سوى 4 نقاط، بينما متذيل الترتيب ابتعد بمسافة نقطتين عن أقرب منافسيه، وبلاشك فإن تواجد النصر في الثلث الأخير من سلم ترتيب الدوري من أكبر المفاجآت كونه يمتلك عناصر فنية محلية وأجنبية لا يستهان بها، ولكن من الواضح أن العلّة في اللغز النصراوي هي مالية وإدارية، وكذلك انحدار الفيصلي في المركز الثاني عشر كان صدمة لكل من أشاد بصلابة هذا الفريق طيلة المواسم الـ 10 الماضية التي قضاها في الدوري منذ صعوده.
قبل الختام
ما نشهده اليوم في ساحة الأندية السعودية هو سباق «فكر إداري ومالي»، فمنهم من أصاب ومنهم من خاب، إلا أن المؤسف هو أن جماهير بعض الأندية المتعثرة باتت لا تعلم أين الخلل بفضل دُخان الوهم المنبعث من آلات إعلامية لا تعكس الحقيقة.