عثمان أبوبكر مالي
ملأ مدير البطولة العربية للأندية (طلال آل الشيخ) الفضاء ضجيجًا وهو يبشّر برفض الاتحاد العربي لكرة القدم تظلم نادي الاتحاد (السعودي) واعتراضه على البطاقة الصفراء التي حصل عليها لاعبه أحمد حجازي في مباراة الإياب لفريقه في نصف نهائي البطولة أمام فريق الشباب، وهي البطاقة الثانية التي بموجبها سيُحرم اللاعب من المشاركة في مباراة نهائي البطولة أمام فريق الرجاء البيضاوي في النسخة التاسعة والعشرين. واستند تظلم نادي الاتحاد إلى أن حكم المباراة أخطأ التقدير، واحتسب خطأ عكسيًّا على اللاعب، ثم أنذره بالكارت الأصفر؛ ما يعني عدم استحقاقه الإنذار، وهو ما أقره كل مَن شاهد اللقطة من حكام وغيرهم من متابعي البطولة، بل إن مدير البطولة نفسه أقر بعدم استحقاق حجازي البطاقة، وأن الخطأ عكسي، في حين برر رفض إلغاء البطاقة غير المستحقة بالاستناد إلى نظام البطولة، وتحديدًا المادة (6/ 1/ 4) من لائحتها، حسب قوله، وبالغ في التبرير فقال: «إن البطولة العربية ليست بطولة (حواري) حتى يتم إلغاء البطاقة»(!!) وهذا القول مردود عليه جملة وتفصيلاً، وبشواهد كثيرة محلية وقارية ودولية، تم فيها إلغاء بطاقات غير مستحقة نتيجة خطأ تقديري من حكم. ولن أستحضر أيًّا منها، وإنما يكفي الإشارة إلى أن قوله مردود عليه جملة وتفصيلاً من واقع (سابقة) حصلت في البطولة العربية (نفسها)، وضمن (نسختها الجديدة)، عندما وقع خطأ مماثل تمامًا في النسخة السابعة والعشرين، وهي (الأولى) من النسخة الجديدة (الحالية) التي أقيمت في الفترة من 14 سبتمبر 2016م حتى السادس من أغسطس 2017م باستضافة الشقيقة جمهورية مصر العربية. والحادثة التي أُشير إليها كانت في مباراة فريق الترجي (التونسي) أمام فريق الهلال (السعودي) في آخر مبارياتهما ضمن دوري المجموعات؛ إذ منح حكم المباراة الأردني (أدهم مخادمة) مهاجم الترجي (هيثم الجويني) بطاقة صفراء بعد سقوطه داخل منطقة الجزاء بحجة التمثيل، وكانت البطاقة الثانية له في المباراة؛ ليطرده من المباراة بالبطاقة الحمراء، في حين أظهرت اللقطات لاحقًا أن الخطأ كان عكسيًّا، وأن المهاجم كان يستحق ضربة جزاء؛ وهو ما دعا رئيس بعثة الفريق في البطولة وقتها (السيد رياض بن نور) لتقديم تظلم واعتراض لدى اللجنة المنظمة، التي بدورها قبلت الاعتراض، وألغت الإنذار الثاني والطرد على اللاعب، وسمحت له بالمشاركة مع فريقه فيما تبقى من مباريات البطولةليقود فريقه بالفعل إلى النهائي، ومن ثم الفوز بالبطولة بعد هزيمته فريق الفيصلي الأردني.
السؤال بعد هذا الاستشهاد (والحادثة مسجلة): هل تغيَّر الاتحاد العربي لكرة القدم الذي ينظم البطولة نفسها اليوم؟! وهل تغيرت أنظمته دون أن يعلم المشاركون والمتابعون؟!
الأكيد أن اتحادنا الموقر (لا يكيل بمكيالين)؛ ولهذا فإنصافه منتظر.
كلام مشفر
* من واجب إدارة نادي الاتحاد أن تُصعِّد تظلمها واعتراضها وطلبها إلغاء بطاقة حجازي. لا يجب أن تكتفي برفع طلبها - كما يُفترض - إلى اللجنة المنظِّمة لبطولات الاتحاد التي يرأسها رياضي فاضل، هو (محمد روراوة)، وإنما تعززه بالرفع إلى سمو رئيس الاتحاد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وتستشهد بالحادثة الموثقة والتقارير والتصريحات والأخبار التي نُشرت عن إلغاء البطاقة في موقع الاتحاد العربي لكرة القدم في ذلك الوقت، وفي برامج الرياضة في القنوات الفضائية المصرية، وفي وسائل التواصل الاجتماعي. والمؤكد أن سموه الكريم سينصف نادي الاتحاد ولاعبه حجازي، وسيتم معاملته تمامًا بمثل ما حصل في البطولة نفسها (2017م) لفريق الترجي ولاعبه الجويني.
* كيف يسمح مدير البطولة العربية لنفسه بأن يغمز ويسقط ويقلل من البطولة ونسختها المهمة جدًّا (نسخة العودة)، ويصفها بأنها (بطولة حواري)؛ فهو يقول إن إلغاء البطاقة (سيجعلها بطولة غير محترمة، وبطولة حواري)؟! أما وقد حدث ذلك بالفعل في نسخة العودة فذلك يتنافى مع ما قاله، ويوجب عليه الاعتذار عن هذا السقوط الكبير الذي وقع فيه بحق البطولة، الذي يستحق معه اللوم والعتاب. وأقول إن كنت تعلم فتلك مصيبة، وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم.
* أعجبني جدًّا ثقة الاتحاديين في فريقهم وجميع لاعبيهم، وحديثهم بأن البطولة ستكون من نصيبهم بحجازي أو من دونه - بإذن الله -، وهذا ممكن طبعًا، ويمكن أيضًا أن يخسر الفريق البطولة - لا سمح الله - حتى إذا لعب حجازي؛ لأنها كرة قدم، لكن ذلك لا يعني السكوت، وعدم المطالبة باسترداد حق لاعبهم حتى لا يُحرم من شرف النهائي.