طب الأسنان، المعروف أيضًا باسم طب الأسنان وطب الفم، هو فرع من فروع الطب يتكون من الدراسة والتشخيص والوقاية والعلاج من أمراض واضطرابات وحالات تجويف الفم، والغشاء المخاطي للفم، ومن الهياكل والأنسجة المجاورة والمتعلقة، خاصة في منطقة الوجه والفكين (الفك والوجه) والأسنان. وعلى الرغم من ارتباط طب الأسنان بشكل أساسي بالأسنان بين عامة الناس، إلا أن مجال طب الأسنان لا يقتصر على الأسنان ولكنه يشمل جوانب أخرى مثل المفصل الصدغي الفكي وغيرها من الهياكل الداعمة والعضلية واللمفاوية والعصبية والأوعية الدموية والتشريحية.
من خيارات مهنة طب الأسنان الممارسة الخاصة بالعمل في عيادة خاصة أو في شراكة مع أطباء أسنان آخرين، وطب الأسنان الأكاديمي، بالعمل في مجال تدريس مهنة طب الأسنان في الجامعات والكليات، وطب أسنان الصحة العامة حيث تركز هذه المهنة على الإعدادات المجتمعية بدلاً من الممارسة الخاصة لتعزيز صحة الأسنان وتطوير السياسة الصحية والوقاية من الأمراض، والرعاية الصحية الدولية حيث يقدم أطباء الأسنان الخدمات مع وكالات مثل منظمة الصحة العالمية، وطب الأسنان بالمستشفى حيث يتم تقديم علاج الأسنان بالمستشفى للمرضى الذين يعانون من حالات طبية وإعاقات جنبًا إلى جنب مع زملائهم الأطباء.
في الولايات المتحدة الأمريكية غالبية أطباء الأسنان الممارسين وعددهم 164.000 طبيب أسنان ممارسون عامون والباقي (حوالي 20 بالمائة) هم إخصائيو طب الأسنان الذين يقصرون ممارساتهم على أحد تخصصات طب الأسنان العشرة المعترف بها، وهي تخدير الأسنان، الصحة العامة للأسنان، علاج جذور الأسنان، أمراض الفم والوجه والفكين، أشعة الفم والوجه والفكين، جراحة الفم والوجه والفكين، تقويم الأسنان وجراحة تقويم الأسنان والوجه، طب أسنان الأطفال وعلاج اللثة والتركيبات السنية.
بالنظر في مهنة طب الأسنان في بلدنا الغالية نجد خلال السنوات الماضية زيادة في عدد الكليات الحكومية والخاصة والتي تصل إلى أكثر من 25 كلية في مناطق مختلفة مما أدى إلى ثورة في العدد المفاجئ في عدد أطباء الأسنان التي تم النظر إليها بنظرة أزمة، وفي الحقيقة هي أزمة إذا استمر التفكير في سبيل الاستفادة من هذا العدد الكبير المفاجئ بارتباط مهنة طب الأسنان في عدد الكراسي المتوفرة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. ولا ننسى وبغض النظر عن هؤلاء الخريجين الذين لم يجدوا فرصة العمل أو الالتحاق ببرنامج الدراسات العليا سواء في الخارج أو الداخل هم أبناؤنا، فهم كذلك ثروة شبابية سيفيدون أنفسهم والبلد بمهن تخدم الجميع شريطة أن نغير ارتباط مهنة طب الأسنان بالكراسي المتوفرة. فما حدث من برامج استحدثت لخلق فرص من خريجي كليات العلوم مثل الفيزياء والكيمياء وغير ذلك بمثل برنامج مساعدات طب الأسنان لتأهيل هؤلاء الخريجين من الكليات العلمية يمكن عمل ذلك لخريجي طب الأسنان، فليس كل من حصل على شهادة بكالوريوس طب الأسنان يريد أن يرتبط بمهنة طب الأسنان السريري، فيوجد عدة مهن يمكن تأهيل هؤلاء الخريجين من أطباء الأسنان وعمل لهم برامج يرجع ذلك بالفائدة للطبيب نفسه والمجتمع والبلد.
ومن مقترحاتي لعمل خطة بسبب زيادة عدد أطباء الأسنان المفاجئ وتحويلها من أزمة إلى فرصة التالي:
- لقد تم سابقاً مقترح من لجنة وطنية للنظر في أعداد أطباء الأسنان الى تقليل عدد القبول السنوي في الكليات الحكومية والخاصة، وبغض النظر عن كفاءة كل كلية، فبدلاً من مقترح انقاص عدد القبول، يتم وضع معايير سنوية لتقييم الخريجين لجميع الكليات الحكومية والخاصة، وبناء على نتائج هذه المعايير يتم تحديد عدد القبول للطلبة في كل سنة دراسية لكل كلية، بحيث لا يتم السماح للكليات بالقبول إلا بعد تخريج دفعة (6 سنوات)، لأن الأهم من التقليل هو كفاءة المخرجات من كل كلية. وكذلك لأن تقليل عدد القبول لجميع الكليات ليس عدلاً، فسوف نحرم بعض أبنائنا من فرصة مهنة طب الأسنان في المستقبل والحكم أصبح على الكليات الكفؤ والكليات غير الجيدة سواء.
- تسهيل آلية الاستفادة من جميع المدربين (الاستشاريين بطب الأسنان) في القطاع الحكومي بحيث يحتسب من ساعات العمل، فمثلاً طبيب استشاري من وزارة الحرس الوطني يمكن أن يشارك في تدريب وإشراف في أحد المراكز من قطاع وزارة الصحة.
- التشجيع لعمل الاستشاريين في خارج المناطق الكبرى سواء بتحفيز مادي أو تقليل ساعات العمل.
- إلزام طبيب الأسنان حديث التخرج بالخدمة بما لا تقل عن سنة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص قبل التقديم لبرامج الدراسات العليا.
- تأهيل الذي ليس له رغبة بالعمل السريري أو الذي لم يحصل على فرصة وظيفية أو الالتحاق ببرنامج الدراسات العليا بمهن أخرى مثل المحاماة في المجال الصحي والطبي، شركات التأمين في القطاع الطبي، الإدارة الطبية والصحية، التسويق وخاصة في القطاع الطبي أو الأجهزة الطبية والأدوية، المصانع الطبية، الصحة الذكية والتقنية...الخ.
وهذا بما أرى باختصار والتفصيل يحتاج اكثر، فأبناؤنا حديثو التخرج في مهنة طب الأسنان فرصة للبلد وليسوا أزمة، وكل ما نحتاجه هو النظرة الشبابية عن قرب وعن بعد للتعامل مع هذه الفرصة الجميلة.
** **
استشاري تقويم الأسنان وعظام الوجه والفكين - رئيس قسم خدمات الأسنان - مستشفى المركز التخصصي الطبي الرياض
e.mail: nasir.alhamlan@smc.com.sa