خالد بن حمد المالك
المشروع أكبر وأهم من أن تعبر عنه بضع كلمات، أو توفيه الآراء حقه من الاهتمام، أو أن تكون هذه المدينة المليونية في إطار قدرة الإنسان وإحاطته بما ستكون عليه، فهذه الثورة في بناء نموذج المدن الذكية، بكل دلالاتها، واستخداماتها، وتميزها، إنما تقدم لنا جانبًا من خاصية ومستهدفات رؤية المملكة 2030 في الاهتمام بالإنسان أولاً، وأن إطلاق مثل هذا المشروع - الأمل - بوجود مدينة خالية من التلوث، يتعايش فيها المواطن مع بيئة نظيفة، في مدينة ذكية ومبتكرة، في زمن يتطلع المواطن فيه إلى بناء مدن المستقبل كما هي (ذا لاين) التي تحدث عنها ولي العهد.
* *
مدينة (ذا لاين) بتفاصيلها المبهرة -كما أعلن عنها أميرنا المحبوب سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- سوف تكون نموذجًا لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلاً، بمخطط يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة، وستضم هذه المدينة مجتمعات إدراكية مترابطة ومعززة بالذكاء الاصطناعي على امتداد 170كم ضمن بيئة تتميز بأنها بلا ضوضاء أو تلوث، وخالية من المركبات والازدحام.
* *
أجل، ستكون (ذا لاين) بلا سيارات، ولن تكون هناك انبعاثات كربونية، وسوف توفر 380 ألف فرصة عمل، والمساهمة بإضافة 180 مليار ريال إلى الناتج المحلي بحلول عام 2030. والفكرة كما يقول ولي العهد أننا بحاجة إلى تجديد مفهومنا للمدن إلى مدن مستقبلية، والامتناع عن التضحية بالإنسان وبالطبيعة في سبيل التنمية، وهذا هو الهدف من إقامة هذه المدينة الذكية.
* *
والحديث عن مدينة المستقبل السعودية سوف يحفز على التنوّع الاقتصادي، وفي المقابل سوف تكون مقرًا لمجتمعات إدراكية مترابطة ومعزّزة بالذكاء الاصطناعي، وتوفر الوصول إلى جميع الأماكن الحيوية والطبيعية الخلابة في غضون خمس دقائق سيرًا على الأقدام، وسيكون هناك تفاعل غير مسبوق، وبقدرات غير مسبوقة أيضاً باعتمادها على الطاقة النظيفة، بعيدًا عن أي تلوث، أو استخدامات تضر بحياة الإنسان.
* *
هذه المدينة (ذا لاين) تنطلق من رؤية المملكة 2030م، ومن فكر الأمير محمد بن سلمان من أننا بحاجة إلى تجديد مفهوم المدن، مدن تعتمد على بنية تحتية مخفية على مستوى فائق من الابتكار؛ ووسائل نقل فائقة السرعة، في حين أن خدمات المرافق سيكون أداؤها على مستوى غير مسبوق من حيث الكفاءة والاستدامة، مع المحافظة على الأرض والبحر.
* *
وإذا كان ما يميز هذه المدينة أن الانبعاثات فيها صفر، والسيارات صفر، كما صرح بذلك ولي العهد، فإننا سنكون أمام مدينة بـ170كم تربط أربع مناطق طبيعية «الساحل، الصحراء الساحلية، الجبال، الأودية المرتفعة»، ومدة الوصول من أقصى نقطة لأقصى نقطة تقدر بعشرين دقيقة، بينما لا يزيد الوصول إلى المرافق العامة والحدائق مشيًا على الأقدام عن خمس دقائق. وهناك وسائل نقل ذاتية القيادة وفائقة السرعة. وجمع المصانع سوف تعتمد على الطاقة النظيفة.
* *
الأمير محمد بن سلمان لا يشبع من طرح الأفكار الخلاقة وتنفيذها، تابعوا ما عمله في (نيوم والعلا والقدية والدرعية والبحر الأحمر) وغيرها كثير، مما أضاف بها بعدًا غير مسبوق في تطوير المملكة، بدءًا من القضاء على كل المعوقات، واعتمادًا على دعم الملك سلمان لأفكاره، ما جعل المملكة اليوم بهذا المشروع، وكل المشاريع التي سبقته، وما سيأتي لاحقًا من مشاريع أخرى قدوة للعالم، ومحفزًا كبيرًا للمواطن السعودي، كي يعمل، ويتفاعل، ويستمتع في جودة عالية من الحياة، على أن حدثًا مهمًا كهذا على ما سيكلفه من المليارات، إلا أن عائده سيكون كبيرًا، فإلى جانب كل ما أشرنا إليه، سوف تستوعب مدينة (ذا لاين) مليون شخص من السكان، وهناك فرص عمل لتوظيف 380 ألف شخص، إلى جانب أنها ستكون تجربة فريدة لقيام مدن أخرى بهذه المواصفات في المملكة، وربما استفادت منها دول العالم لتحذو حذو المملكة في إقامة مثل هذا المشروع الملهم لحياة أفضل.