عبدالعزيز بن سعود المتعب
العمر مراحل وذكريات وطموح تتضمّن مبادئ وطباعاً وقيماً وآمالاً وأهدافاً وغايات شتّى، وقبل كل ذلك رسالة سواء دينية بين المسلم وربه في عبادته، أو وطنية بين المواطن ووطنه فيما يقدمه له من ولاء ووفاء وعطاء ومنجز، أو أسرية فيما يقدمه لأسرته، أو شخصية فيما يضيفه لشخصيته كحصيلة لتعليمه وعمله وثقافته وخبرته في الحياة.
يتخلل هذه المراحل فواصل زمنية أشبه بمواجهة النفس الدورية من آونة لأخرى لمراجعة الذات، ولعل نهاية السنة الميلادية منها.. ليُطلِع نفسه عن كثب ما له وما عليه ، وقد يُحدِّثها بأن ما هو آت عوضٌ عن إحباطات وفشل وعدم توفيق لما مضى، وهذا ما عُهد عن دورات الأيام والليالي على مر الأجيال، إلا أن ألم فَقْد مَن رحل من هذه الدنيا الفانية في عام منصرم تحديداً لا يغيب عن مخيلة وقلب من يحبه سواء من والديه أو اخوانه وذويه أو أحبته وهذه إرادة الله والحمد له من قبل ومن بعد.
وقفة
للصديق الشاعر مساعد الرشيدي -رحمه الله-
ينجرح قلب لكن ترتفع هامه
والله إني لأموت ولا أنحنى رأسي
لو رماني زماني وسط دوّامه
العواصف شديدة والجبل رأسي
أنقل الحزن وأمشي منتصب قامه
قاسي الوقت لكنّي بعد قاسي
وأسمع الحلم يصرخ لحظة إعدامه
رابط الجاش ما هز الخبر باسي
عزّتي غاليه والنّاس سوّامه
قلت ما اطيع حتى تقطع أنفاسي
زانت أيام عمري شانت أيامه
ما رجيت العزاء من رحمة الناسي
من عجز لا يدوس الهم بأقدامه
لازم إنه مع الأيام ينداسي
يندمل جرح قلبٍ ماتت أحلامه
بس ما ظن يبرا جرح الإحساسي
يوم صارت ما بين القلب والهامه
وش أبي بالحياه اليا انحنى راسي