تركي بن رشود الشثري
ينم اختيار العلا والمكان بين الجبال وحبات الرمل الذهبية عن روح شاعرية، ورغبة كامنة في البدايات القوية الخالية من الشوائب، وللمبنى الزجاجي الذي لا يفصل الحضور عن العبق وعن البداية من منطلق جديد حضور مؤثر، لا يملك المتابع لأحداث القمة إلا أن يقف معجباً متأثراً بالمشهد الممعن في الفنية والإحساس والتفاعل مع الأجواء المحيطة، من العلا كأننا نقول: نحن هنا، نحن التاريخ، نحن المستقبل، نحن الاستجابة الواعية للمتغيرات، لقد كان تداخل الجبال والرمال والزجاج مبهراً بحق، ويستوقف حس الفنان لدى كل سياسي وإعلامي، ليوقظ في النفوس الجمالية، ليهمس في أذن الزمن بحضور موكب يأبى إلا التسجيل في كتاب التاريخ العظيم، من العلا نحن نثبت أننا أصحاب ذوق وحس رفيع، لقد تحولت اللقاءات السياسية الباردة إلى لوحة فنية دافئة بقدر دفء المشاعر، الهدوء في العلا حيث الفضاء الرحب برحابة الصدور، الهدوء في العلا مقصد في حد ذاته، فالأجواء لطيفة وتشع بالطمأنينة، لقد فرضت قمة العلا الدفء والهدوء والطمأنينة والجمال، لقد أعدنا تعريف الأشياء والتعرف عليها، العلا سمفونية فخمة ستظل تعزف على أوتارها مشاعرنا وأذواقنا، شكراً لهذه اللوحة، شكراً لهذه السمفوانية، شكراً للعودة إلى الطبيعة حيث الجبال وحبات الرمل الذهبية، لقد أيقظت فينا الفنان، شكراً العلا.