د.عبدالعزيز الجار الله
نهاية مارس 2021 ستدخل المملكة مرحلة جديدة من الحياة: الاجتماعية والاقتصادية والوظيفية. حيث تعطلت خلال عام 2020 معظم الأعمال ومشروعات التنمية الكبرى والوظائف، مما توقفت معه أعمال بعض الشركات وخروجها من السوق، وتم تسريح الموظفين، وكساد في الاقتصاد، وضعف في القوة الشرائية، وهذا ليس بالمملكة والخليج العربي بل في معظم دول العالم بسبب كورونا (كوفيد- 19) الذي عصف بالعالم ولا يزال يتحور بتركيبات جديدة، لكن المملكة وضعت خط انكسار لهذه الأزمة نهاية مارس القادم، والذي يفترض انتشار اللقاح على معظم مناطق ومحافظات المملكة لتحصين الفئات الأكثر عرضة لحدوث مضاعفات خطيرة للإصابة بالمرض.
الإصابة في فيروس كورونا ليس كما يصفه بعض الأطباء بأنه مماثل للزكام والإنفلونزا الموسمية والعادية، ويقال إن 85 % من المصابين لا يشعرون بأعراضها، فالحقيقة التي عاشها المصابون أن البعض شعر بهذا الإحساس لكن البعض الآخر حدثت معه تطورات كبيرة منهم من:
-انتقل إلى رحمة الله وتوفي خلال أيام من الإصابة.
-بعضهم كتب وصيته خلال الإصابة.
-العديد تم تنويمهم في المستشفى لحاجتهم للتنفس الصناعي.
-البعض دخل في غيبوبة وغرف العناية الفائقة والمشددة لأيام.
لا أحد يعلم ما ستكون حالته هل ينجيه الله من هذه الويلات أم يكون فريسة كورونا العزل والإصابة والحالة النفسية التي تنعكس على الأسرة وجميع المحيطين، فقد كان من الأعوام المظلمة التي مرت على بعض دول العالم في العقود الأخيرة، لكن المملكة لم تمر بها مثل هذه الجائحة إلا في عصور عُرفت بالفقر والجهل والمرض قبل أن تتكون الدولة الحديثة وما أعقبته من حروب العالمية الأولى والثانية.
لذا نحتاج إلى معالجات اجتماعية واقتصادية وتنموية وظيفية لإصلاح ما تضررت به سنة كورونا من تعطيل جوانب من خطط التنمية، والتأخر في تنفيذها، وأيضًا المباشرة العاجلة مع المستجدات التي نتجت عن كورونا وفرضت واقعها.