صيغة الشمري
لا شك بأن الكثير منّا - نحن العرب- لا يعرف تحديد مشاعره أو رأيه الخاص تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، أوقات كثيرة نستسلم لخطاب إعلامي يحاول بكل ما أوتي من قوة -وقسوة- أن يرسمها كالشيطان الذي يجب محاربته والحذر منه، وأوقات كثيرة نستسلم لخطاب آخر مبهور بتقدمها وحضارتها وقيادتها للبشرية عبر مؤشرات تؤكد لنا بأنها قد تجاوزت العقل البشري بعدة سنوات ضوئية، بعضنا يسبها ويدعو للجهاد ضدها ويحرم السفر اليها وهو لا يثق إلا بجامعاتها عندما يحتاج أن يفوز بابن متعلم بشكل يتوج تربيته له لذلك يرسله للدراسة في أمريكا، وعندما يحتاج أن يطمئن على صحته عبر تشخيص طبي دقيق وعلاج متطور لا يظهر في باله من الحلول سوى السفر لأمريكا من أجل العلاج، وبعضنا يجزم بأنها خلف نشر الكثير من الأمراض والأوبئة إذ يجزم بأنها تجد بيع الدواء سلاحاً أكثر ربحية وأسرع تسويقا من بيع الأسلحة، أمريكا التي تملك الاف المراكز البحثية ذات الكعب العلمي العالي في سبيل جودة حياة الإنسان هي نفسها التي تنشر الموت بالملايين بين البشر وتزرع الفتن بين الدول والطوائف والأديان لمزيد من القتل وسفك الدماء، مرة نراها كافرة ومرة نراها مسلمة بلا إسلام، ما هذه الدولة المستعصية على فهم الإنسان العربي؟! تحرك اساطيلها لنصرة حليفها وفي نفس الوقت تحركها للقبض عليه وإعدامه أمام الملأ تحت ذريعة وهمية تتوارد الأدلة يوما بعد يوم على كذبها وبهتانها في أبشع صورة لأمريكا عندما تستبد وتطغى وتعربد غير آبهة بمجلس أمن دولي أو مجلس أم ثكلى سقط عليها صاروخ عابر للقارات لينتزع منها فلذات أكبادها ويتركها بلا روح لكنها على قيد الحياة مع كل فجر تفرش سجادتها تدعو بزوال أمريكا، أمريكا هي التي تصرف المليارات من الدولارات لدراسات « البلاك هولز» لإنقاذ البشرية، وفي نفس الوقت تصرف المليارات من الدولارات على « البلاك ووتر» لتدمير البشرية ، أربكتنا معها هذه الأيام، مظاهرات تقتحم مبنى الكونجرس في مستصغر شرر قد يصل لحرب أهلية» هل نقول يا رب أم لا سمح الله»؟!، صحيح أن أمريكا دولة مؤسسات وبلد قانون لكن ما حدث حدث لأول مرة لم يمنعه لا مؤسسات ولا قانون، وقد يشتعل أكبر وأكبر رغم أنف المؤسسات والقانون، ليشعل السؤال المخيف لجميع شعوب العالم، ماذا لو سقطت أمريكا؟!.