عبدالرحمن بن أحمد الجعفري
آخر لقاء لي بأخي وصديقي وزميلي الدكتور محمد بن عثمان كشميري (أبي غسان) كان في بدايات العام الميلادي المنصرم، عند زيارتي له في الجناح الشرقي في مستشفى الملك فيصل التخصصي، حيث كان تحت العلاج، وكنت بصحبة الأخ والزميل الدكتور محمد بن عبدالله المنيع (أبي وليد) الأستاذ المبدع في حقل التربية في جامعة الملك سعود، كم كان أبو غسان فرحاً بوجودنا معه، كانت فرصة استعدنا فيها ذكرياتنا يوم تزاملنا أثناء دراستنا العليا في جامعة أوكلاهوما بمدينة نورمان، في بداية السبعينيات الميلادية، ومن الوهلة الأولى للقائنا الأول ارتبطنا برباط المحبة والصداقة والهدف المشترك، ألا وهو طلب العلم والاستزادة منه، في سنتنا الدراسية الأولى كنا نحن الثلاثة في كلية التربية، أبو غسان وأنا في مركز التعليم العالي، وأبو وليد في تخصص آخر في كلية التربية.
واصل الزميلان دراستيهما في كلية التربية، أما أنا فقد تحولت إلى كلية إدارة الأعمال (بعد سنة من الدراسة في كلية التربية)، وكان يدرس في كلية إدارة الأعمال آنذاك الزميل الدكتور عبدالله بن محمد الفيصل الذي أصبح فيما بعد مديراً لجامعة الملك سعود، وقد جمعنا نحن الأربعة هدف نبيل، طلب العلم لواجب خدمة الوطن، لا أذكر أننا كنا يوماً على خلاف أو حدثت جفوة فيما بيننا، وارتبطت أسرنا كذلك بصداقة وتقارب؛ ما ولد بيننا نحن الأربعة صداقة حميمة إلى يومنا هذا.
كان أبو غسان -رحمه الله- مغرماً بمهنة التدريس والبحث العلمي وخدمة مجتمعه، يحب طلابه ويرى فيهم المستقبل لهذا الوطن، وعندما كنت التقيه أثناء فترة عمله في كلية التربية بجامعة الملك سعود، كنت أجد عنده فخراً واعتزازاً بمهنة التدريس التي يرى فيها رسالة سامية يؤديها لوطنه الذي أحبه.
على المستوى الشخصي، امتاز أبو غسان بدماثة الخلق، وسماحة النفس، وسمو الأخلاق، وطيب المعشر، وحب الخير، وعفة اللسان، والوفاء لأهله وأصدقائه.. لقد كان صديقنا الراحل إنساناً بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى سام ونبيل.
رحمك الله يا أبا غسان، وأسكنك فسيح جناته، وألهم زوجتك السيدة الفاضلة عفاف وابنك البار غسان وابنتك المصون شذا، وأصدقاءك ومحبيك وأهل بيتك، الصبر والسلوان.
و(إنا لله وإنا إليه راجعون).