نجلاء العتيبي
يَتَشَظَّى الزَّجَّاجُ حَوْلِي
إِلَى قطع صَغِيرَةَ جِدا
لَا أَرَاهَا كَمَا كُنت سَابِقًا
لَا الْمُح انعكاس الْوُجُوهَ بِالْمَرَايَا
أَشِعر بِصَوْتِ ارتطامها بِالْأرْضِ وَلَا أُبَالي
جال بخاطري حديثٌ قديم وأحببتُ مشاركتكم إياه، تجربة لا أستطيع تجاهلها ونسيان أحدثها وكأن شيئًا لم يكن، فبعض القصص لا تتكرَّر في مجريات حياتنا وعند سردها يجب أن نكون منصفين تبقى الحقيقة دائماً هي الصامدة في نهاية المطاف أما الخداع والكذب فغثاءٌ سيل تمحوه الأيام والمواقف لا محاله وأنا أرى هذه الآفة تتلاشى وتزول عمَّا قريب -بإذن الله-.
تذكرت قصتي في ذلك الاجتماع المنتظر لجهة غير ربحية الذي سعيت إليه مهرولةً بكل شغف وحب، وكنت قد توقعت ورسمت صورة لمخرجاته التي طمحت لتحقيقها منذُ مدة، هذا التصور جعلني أحرص على حضوره بكامل طاقتي وإمكانياتي، وعلى الطاولة المستديرة اجتمعنا.
نبدأ بكل تنظيم وحسب البرتوكول المعتاد في مثل هذه المناسبات، تنتهي الجلسة الأولى وكلنا رضا عن ما سطرنا بمحضرنا، جلسة تعقبها جلسة ولا شيء على أرض الواقع، إذا اختلفت المقاصد تغيرت النتائج!
مجاملات وتملّق مقيت، وبما أن هؤلاء المتملقين يسعون لإرضاء هذا أو ذاك بالكلام المعسول الكاذب الوهمي، فلن ترى أي شيء حقيقي.
إن العمل الجماعي الذي يتسم بروح الفريق الواحد القوي المترابط الحريص على المنفعة العامة يكون متقدماً سريع الإنجاز، قبح الله الفردية والأنا والمصلحة الشخصية المحدودة الإحساس والإنتاج، خرجنا عن مسار هدفنا واختلط الحابل بالنابل، تلاشى حماس المشاركة والتعاون الخلاصة لا إنجازٌ حقيقي، بل مجرد فقاعات، لم يغرني وصولوهم السريع لأني أعلم جيداً أن سقوطهم أسرع، فالبناء الهش المبني على المحسوبية وقبول الباطل وعدم العدل والإنصاف وإخفاء الحقائق وتغليفها بالزيف والخداع حسب مصالحهم ومبدأ (إمسك لي وأنا اقطع لك) -قطع الله يد الطرفين- هو عرضةٌ للانهيار على رؤسهم - بإذن الله.
وبنفس الحماسة التي أتيت بها، ذهبت بها مودعةً إياهم غير آسفه بتاتاً، حدثتهم بقول الحق بكل صراحةٍ وجرأة، «القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغرفها» (ابن قيم الجوزية)، لم أستطع كتمان ما بصدري ولا أخفيه، ما حدث لا يعني أن هذه الغالبية هي الناجحة أو الصح، ولله الحمد فنحن نرى تضاؤلهم وقلة ظهورهم في المجتمع قد يفسر البعض بعدي عنهم انسحاباً، بل هو ارتفاع عن الوصولية والانتهازية والأنانية، لا قيمة للأشياء مهما علت إن لم تكن على وجهها الصحيح وهدفها السامي وفطرتها السليمة، وفي النهاية على العاقل أن يستبصر في ما مضى وينظر للمستقبل الزاهر العظيم.