«الجزيرة» - وكالات:
نتج عن أبحاث الانفجار العظيم اكتشاف أقدم وأبعد مجرة رصدت على الإطلاق، موجودة في العصر المظلم الغامض للكون.
ولطالما فتن فجر الوجود والزمان الفلاسفة والعلماء، ولكن منذ ظهور التكنولوجيا الحديثة في العقود الأخيرة فقط، بدأت أعظم العقول في العالم في فهم معنى الانفجار العظيم بشكل صحيح.
وتقبل النماذج الكونية الحالية بشكل عام أن الكون بدأ مع الانفجار العظيم، منذ زهاء 13.8 مليار سنة.
ومع ذلك، ما يزال علماء الفلك غير متأكدين من شكل الكون الناشئ خلال هذه الفترة المبكرة، التي أطلق عليها اسم «العصر المظلم» الكوني.
ولكن بعد دفع الأدوات المتطورة إلى أقصى حدودها، كوفئ علماء الفلك الآن باكتشاف أقدم وأبعد مجرة رصدت على الإطلاق.
ومن المعروف أن العصور الكونية المظلمة بدأت بعد 370 ألف سنة من الانفجار العظيم، واستمرت لمليار سنة أخرى.
ويعرف هذا التأثير باسم «الانزياح الأحمر»، وهو ظاهرة لا تختلف عن تأثير دوبلر، حيث تجري إطالة الطول الموجي للضوء - أو «إزاحته» - باتجاه النهاية الحمراء للطيف أثناء مروره عبر الكون الذي يتمدد بشكل متسارع.
وتؤكد النتائج الجديدة التي حصل عليها بمساعدة تلسكوب Keck I في هاواي، أن GN-z11 هي المجرة الأبعد - وبالتالي الأقدم - حتى الآن.
وقال البروفيسور نوبوناري كاشيكاوا، من جامعة طوكيو، أحد المعدين الرئيسيين للدراسة، في بيان: «من الدراسات السابقة، يبدو أن المجرة GN-z11 هي أبعد مجرة يمكن اكتشافها، حيث تبلغ 13.4 مليار سنة ضوئية.
وفحص الباحثون خطوط انبعاثات الكربون المنبثقة من GN-z11، الواقعة في نطاق الأشعة فوق البنفسجية عندما غادرت المجرة، قبل أن تغير بشكل كبير نهاية الأشعة تحت الحمراء للمقياس بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى الأرض.
ويشير هذا الانزياح الأحمر الكبير إلى أن هذه المجرة كانت موجودة منذ زهاء 13.4 مليار سنة - أي بعد 400 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، وبالتالي، فإن GN-z11 بعيدة جدا لدرجة أنها تحدد في الواقع حدود الكون المرئي.
وعلى الرغم من أن هذه المجرة رصدت بالفعل بواسطة تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا، إلا أن مرصد Keck لم يتمكن الآن إلا من إجراء قياسات دقيقة.
ويتوقع علماء الفلك تسريع مثل هذه الأبحاث بسرعة، عندما تبدأ تلسكوبات الجيل التالي، مثل «جيمس ويب»، العمل، وستسمح هذه الأدوات في النهاية لعلماء الفلك بدراسة فترة «العصر المظلم» غير المفهومة، بدقة لا مثيل لها.