شيخه آل الشيخ
شكراً لأمي الرائعة، لوالدي الغالي، للمُسكنات، للكافيين، للمقاهي الهادئة، ولقلقي غير الهادئ على الإطلاق.. شكراً لقلبي القوي والرقيق في آن، ولكلّ معلمة مُلهمة؛ حرصت على تعليمي لا تلقيني، على فتح آفاق التفكير والنقد، لا حشوي بالإجابات المُغلقة، شكراً لتلك المُعلمات غير المتسامحات على التأخير، فقد قمن بتعليمي قيمة الوقت الحقيقية، ولمن قمن بتدقيق نصوصي ومحاسبتي على التاء المربوطة.. تلك التي عذبتني ولطالما ربطتني بمقعد التدقيق.
شكراً لمعلمتي السيئة جداً تلك.. التي يشرفونها بحرف الدال بجوار اسمها، الحرف الوحيد الذي تُجيده رُبما من حروف مادة «العربية» التي درستني إياها.. فهي لم تحرمني أنا وبقية الطالبات المادة وحسب، بل مرتبة الشرف، لكنّها علمتني درساً عظيماً، علمتني بأن شرف الإنسان وعلمه لا يقاس بالمناصب وإنما بالأخلاق، وبأن الظلم شر لا بد مُنه بهذه الحياة، وبأن التسامح والتجاوز أقوى من كلّ شيء.
شكراً على وجه الخصوص لإرادتي التي لا تعرف الاكتفاء؛ فجعلتني حينها أتنقّل بين جهات العمل والكدح في الوقت ذاته التي كُنت أقلق به على نُقصان الدرجات، وشكراً لوطني العظيم.. بفرصه العظيمة، على دراستي بأحد أكبر الجامعات الحكومية؛ التي سأظل ممتنة له ما حييت على كلّ شيء.
بحمدٍ من الله ومنته.. أخيراً باستطاعتي أن أقول
«أنا خريجة».