فوزية الشهري
القيادة علم وفن تحدث عنه الكثير وألّفت فيه المؤلفات، والقيادة من أهم عوامل نجاح المؤسسات أو المشاريع والارتقاء في جميع مجالات الحياة المختلفة، والقائد الناجح يمتلك مهارات حقيقية يستطيع بها الوصول لتحقيق الأهداف بطرق إبداعية مع مراعاة للنواحي الإنسانية والعدالة بين الأفراد العاملين معه.
تنقسم القيادة إلى عدة أنواع منها الديمقراطية والديكتاتورية والموقفية والشخصية والأبوية وكل نوع له مميزات وعيوب.
الفريد في كتاب (القواعد الذهبية العشر للقيادة) أنه يفسر الفلسفة الشخصية والنظرة الشاملة للحالة الإنسانية لبعض القادة العظماء التي توجه كل قرار يتخذونه وعلاقتهم بالمؤسسة والأفراد. وفرضية هذا الكتاب هي أن السمة المميزة للقائد الحقيقي يمكن إرجاعها إلى نظرة فلسفية مطلعة للعالم وأن التقليد الكلاسيكي القديم هو مصدر غني وقيم لمثل هذه الرؤى. ويؤكد المؤلفان فيه على فضيلة البحث الفلسفي كضرورة دائمة وأن القيادة الحقيقية تبدأ بفلسفة الحياة.
وصنّف المؤلفان فلسفة القيادة إلى عشر قواعد بسيطة على شكل حكم كلاسيكية لقادة وحكماء القاعدة الأولى: أعرف نفسك «طاليس» وفيها دعوة لفهم الذات ومعرفة الجوانب المشرقة والمظلمة ونقاط القوة والضعف للقائد. والقاعدة الثانية: المنصب يظهر حقيقة الشخص «بيتاكوس» وبرأيي أن المنصب يكشف القادة الحقيقيين من القادة الزائفين الذين وصلوا دون استحقاق لذلك. القاعدة الثالثة: عزَّز روح المجتمع في مكان العمل «إفلاطون» أن خلق روح الإيجابية والفريق الواحد والتعاون وتوفير التحفيز والدعم من أهم الأسباب للنجاح. القاعدة الرابعة: لا تهدر الطاقة على أشياء لا يمكنك تغييرها « أرسطوفانيس» يجب أن يكون لدى القادة الحكمة للتمييز بين الأشياء التي تحت سيطرته ويتحكم بها والتي لا تخضع لسيطرته حتى لا يضيع جهده دون فائدة. القاعدة الخامسة: اعتنق الحقيقة دائماً «أنتيستنيس»القائد الحقيقي لا يضع بينه وبين الحقيقة حواجز أو فلاتر ويتقبلها ويشجع النقد البناء. القاعدة السادسة: دع المنافسة تكشف المواهب «هسيود « فيها دعوة للمنافسة الشريفة والتمكين للمستحق والبعد عن المحسوبية. القاعدة السابعة: عش حياتك وفقاً لقانون أسمى «أرسطو» القائد الحقيقي يجب أن يكون نبيلاً يترفّع عن صغائر الأمور ويكسب احترام مرؤوسية بسبب حسن نواياه وشخصيته لا بسلطته الممنوحة. القاعدة الثامنة: قيم المعلومات دوماً بعين ناقدة وفيها دعوة للقائد لعدم التسرّع بأخذ المعلومة إلا بعد تحليلها ومعرفة كيفية وصولها وهذا يجنبه الخديعة والتضليل. القاعدة التاسعة: لا تستهن أبداً بقوة النزاهة الشخصية «سوفوكليس»، وهنا دعوة للقيادة بالنزاهة وعدم استغلال المنصب بأعمال تحايل وخديعة. القاعدة العاشرة: الشخصية تحدد المصير «هرقليطس».
الكتاب جميل جداً وسيضيف للقارئ الكثير، وفيه تغليب للقيم الأخلاقية لأنها في نهاية المطاف الكاسب الحقيقي مهما ظهر في البدايات غير ذلك.
الزبدة:
«لن ينجو أي شخص دخل قضية فساد سواء كان أميراً أو وزيراً ومن تتوفر عليه الأدلة الكافية سيحاسب».
«محمد بن سلمان بن عبدالعزيز»