رقية سليمان الهويريني
لا يضاهي الاستقبال الباذخ من لدن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بساحة المطار في العلا مقر انعقاد القمة الخليجية الواحدة والأربعون إلا استبشار العائلات الخليجية وفرحهم بعودة العلاقات الأخوية مع الشقيقة قطر. ولا أخال إلا كل سعودي وخليجي مبتهجا بعودة تلك العلاقات.
وهذا القرار التاريخي يتماهى بلا ريب مع حكمة وسطاء الصلح وإصرار القيادة السعودية إنجاز الأمر الذي تؤمن أنه سيقلب موازين وحسابات المتربصين في المنطقة، ويعيد قطر لمكانها الحيوي مع دول الخليج.
إن تبدل الظروف وتغير الأحوال واقتراب الشقيقة قطر من أتون الخطر جعلها ترحب بالعودة للحضن الخليجي الدافئ الذي تقوده حكمة زعمائه ونظرتهم الفاحصة للمستقبل الغامض الذي يحيط بالمنطقة والتحول الذي تشهده في ظل وضع ملتهب بالعنف والكراهية يقوده ظلاميون وإرهابيون.
إن ما حصل من غياب دولة قطر عن البيت الخليجي لا يعدو عن مجرد سحابة صيف عابرة، وزوبعة فنجال زائلة، وما لبثت غير بعيد لتعود المياه إلى مجاريها الطبيعية، فتمخر جداول الفرح عباب الخليج، ويجتمع الرعاة والبحارة في مركب واحد يغنون (آه يا مال) ويترنمون بأغنية (خليجنا واحد وشعبنا واحد).
وكأن مملكتنا الحبيبة بحكمة قادتها وحنكة حكومتها ونقاء النوايا لا تريد أن يحل عام جديد دون أن تهطل غيمة الفرح على أرض خليجنا الكبير لتنظف كل ما علق في الأجواء الأخوية الذي حجب شمس التواصل فخيم الجليد واقشعرت جلود الخليجيين لغياب شقيق وجار فاعل ونشيط عن خريطة التعاون، وها هي العلاقات الدبلوماسية تعود لطبيعتها كاملة، وترجع التعاملات التجارية لتمام فاعليتها، وتستأنف الرحلات الجوية وتفتح المعابر البرية، لنقول للعالم إن خلاف الأخوة مهما طال فهو زائل حين تحضر الحكمة والشعور المتبادل لتوحيد الجهود ومواجهة التحديات لأجل نهضة الشعوب ودحر خطط الأعداء التخريبية وإرساء لقواعد الأمن والاستقرار في المنطقة.
فأهلا بقطر ومرحبا باستكمال العقد الخليجي الجميل.