عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) ما زالت مع الأسف ثقافة إلصاق الفشل الإداري والعمل غير الاحترافي ينصب أطنابه في بعض الأندية ومن أبرزها إلصاق أي فشل في منظومة العمل التراكمي من تعاقدات فاشلة أو قصور مالي أو جهل إداري في المدرب والذي دائماً ما يكون شماعة لامتصاص الغضب لدى جماهير أي ناد من محبين ومنتمين وأعضاء شرف وكنت أعتقد أن هذه الثقافة المملة قد تلاشت أو تقلّصت إلا أنه مع الأسف ما زالت قائمة وراسخة عند كثير منهم يعملون ومنتمين للمجال الرياضي فبعد أن سجّل الموسم الماضي وما قبله رقم قياسي وغير مسبوق في حالات إنهاء عقود كثير من المدربين حتى وصل الأمر إلى إلغاء عقد مدرب بعد كل جولة ولأن هذا الموسم تحديداً يشهد إجراءات استثنائية لعدة عوامل من أبرزها التقليص المالي ونظام الحوكمة والتدقيق والمحاسبة تأخر إنهاء عقود المدربين ولو لفترة محدودة لتتوالى علينا بداية الإبعاد والإعلان عن إنهاء عقود المدربين وبداية المسلسل من جديدن فمن خلال أيام وجيزة يعلن حساب رئيس نادي النصر إلغاء عقد مدربه فيتوريا وما هي إلا أيام ليصدر نادي ضمك بياناً يؤكد من خلاله إلغاء عقد مدربه بن زكري، وبعد يومين فقط يعلن نادي الشباب إلغاء عقد مدربه كاشينيا وتحديداً بعد خروج الفريق من البطولة العربية من أمام الاتحاد، ولو استعرضنا على الأقل هؤلاء الثلاثة المدربين ولماذا تم الاستغناء عن خدماتهم لوجدنا أنهم من أفضل المدربين ولكن هناك من ليس لديه الأدوات التي تساعده على النجاح كضعف مستوى اللاعبين أو المشاكل الإدارية والمالية التي لا تنصب تحت مسؤولية الجهاز الفني والمدرب المسؤول عنه ورغم أن العدد مرشح للزيادة في إنهاء عقد بعض المدربين، وقد يكون مدرب الفريق الأهلي هو الأقرب إلا أننا نأمل أن تتقلَّص هذه الظاهرة والثقافة المملة وغير الفاعلة ويكون إحضار المدرب يتماشى مع ما يملكه النادي من إمكانيات من جميع النواحي ليكون الاستقرار والذي يعتبر أهم عوامل النجاح والتميز لأي فريق.
نقاط للتأمل
- من سلبيات إلغاء عقد المدرب في معمعة الدوري وحاجة الفريق للمال تجد أن الاتفاق الودي غالبًا ما يسود المفاوضات وتنتهي بجدولة ما تبقى من مستحقات للمدرب وإذا ما التزم بالسداد تكون محاكم «الفيفا» الملاذ الأهم للمدرب ليستخلص حقه ممن كان معهم سمن على عسل.
- إذا ما صحت الأخبار من قيام مدرب فريق الوحدة السابق الأوروجوياني دانيال كارينيو بتهديد إدارة النادي بتقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لعدم تسلّمه مستحقاته المالية المتمثلة في راتب شهرين إضافة للشرط الجزائي المترتب على إلغاء عقدة.
- أتمنى من الجهات الرقابية الرسمية مشكورة مراقبة الطرح في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ومنها الرياضي تحديداً، حيث يتم إطلاق مسميات على أصحابها وهم لا يحملون الصفة أو الانتساب لنفس المجال، والبعض لا يملك الصفة فقط يدرعم معهم وعليهم عليهم.
خاتمة
اللَّهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار ونعمة الإسلام والتآخي في الله وحب المساكين، واجمعنا على كلمة الحق ووفّقنا لعمل الخير لما يرضيك عنَّا يا رب العالمين.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي جميعاً عندما أتشرّف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي، وعلى الخير دائماً نلتقي.