محمد العيدروس - الرياض:
أكد استشاري الأمراض المعدية ورئيس أقسام الباطنة بمستشفى الملك فهد بجدة والأستاذ الإكلينكي المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور وائل علي باجهموم ضرورة الإبقاء على الكمامات وتطبيق الإجراءات الاحترازية حتى بعد إعطاء اللقاح لفترة معينة وذلك للإبقاء على المستوى الممتاز الذي وصلت إليه الحالة الصحية للوباء، كما أن إعطاء اللقاح لا يعني التوقف عن الإجراءات الوقائية حتى نصل إلى المرحلة النهائية وهي الوصول إلى تطعيم 70 % من المجتمع.
واستغرب في حديث لـ«الجزيرة» حملة المشككين من ماهية التلقيح البعيدة كل البعد عن الحقيقة العلمية والثوابت الطبية التي تقف عليها وزارة الصحة والدولة -أعزها الله- .
متوقعاً في هذا الصدد زيادة عدد المشككين والمناهضين للتطور العلمي الطبي والصحي في هذه الفترة على مستوى العالم ككل.
وأكد د. وائل باجهموم ضرورة أخذ اللقاح للحفاظ على سلامته وسلامة المجتمع وعدم نشر المرض بين دول العالم.
وقال: لا استبعد أن تقوم بعض الدول أو أن يكون هناك اتفاق مسبق بين عدد من الدول أو عن طريق منظمة الصحة العالمية لطلب الحصول على هذا التطعيم قبل السفر إلى بلدانها.
إلى نص الحوار:
* كيف تسير أعمال إعطاء لقاح فيروس كورونا داخل المراكز في الرياض وجدة؟. وهل رصدتم ملاحظات معينة؟
فيما يخص عملية سير إعطاء اللقاح وإقبال المواطنين والمقيمين لأخذ اللقاح فإن حركة التفاعل والإقبال لا مثيل لها، وهناك سلاسة وانسيابية داخل المراكز في إعطاء اللقاح وعبر مواعيد منظمة.
ولله الحمد يمكن التأكيد أن الأمور تسير بشكل منظم ورائع، ولعل مما زاد إقبال الناس على الحصول على اللقاح أنه يوفر بالمجان ومدعوم من قبل الدولة من الناحية العلمية ممثلة في وزارة الصحة وهيئة الدواء والغذاء، حيث أنه مأمون صحياً وقد تم اختباره علمياً والاعتراف به دولياً ومحلياً.
ويكفي فخراً قيام ولاة الأمر بأنفسهم بأخذ اللقاح في مقدمة الشعب وأخص بالذكر ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان الذي بادر بأخذ اللقاح في مقدمة المجتمع ليكون مثالاً وقائداً كعادته ونبراساً لكي يتبعه الشعب الوفي، ونذكر هنا أيضاً أنه بعد أن قام ولي العهد -حفظه الله- بأخذ التطعيم تضاعفت أرقام المسجلين لأخذ اللقاح في الإقبال بشكل مبهر، وكما ذكرت تسير عملية إعطاء اللقاح بشكل رائع ومنظم زاده جمالاً التوافق بين الحكومة والمجتمع المثقف.
كما لم نرصد أي حالات لمضاعفات أو أعراض جانبية خطيرة بين المتطعمين ولله المنة.
* هل يفترض البقاء على الكمامة والإجراءات الاحترازية حتى بعد أخذ اللقاح؟ وهل في الأفق توقع بالإلزامية؟
في ما يخص الإبقاء على الاحترازات التي قامت بها الدولة حفظها الله للحفاظ على صحة المواطن والمقيم على أراضيها فهي مهمة جداً حتى بعد إعطاء اللقاح لفترة معينة وذلك للإبقاء على المستوى الممتاز الذي وصلت إليه الحالة الصحية للوباء حيث انخفاض حالات كورونا في المملكة دون الـ 100 حالة في الوقت الحالي لم يأت من فراغ وإنما جاء بعد اتباع الاحترازات المهمة بشكل مميز.
كما أن إعطاء اللقاح لا يعني التوقف عن هذه الأمور الوقائية الاستمرار بها حتى نصل إلى المرحلة النهائية وهي الوصول إلى تطعيم 70 % من المجتمع حتى تعم المناعة بين جميع أطياف المجتمع دون تخوف من عودة انتشاره أو تخوف من عودة العدوى والوباء مرة أخرى أكررها لابد من الأخذ من إكمال الاحترازات الوقائية وبخاصة العادات التي تعود عليها المجتمع الآن كغسل الأيدي والتباعد الاجتماعي ولبس الكمامات وتجنب الازدحام كلها خطوات مهمة لابد من اتباعها حتى يتم تطعيم أكبر جزء من المجتمع وما لا يقل عن 70 % من المجتمع لتجنب عودة الوباء مرة أخرى.
في ما يخص إلزامية اللقاح فتوقعي بأن الشعب السعودي شعب مثقف شعب أثبت للعالم ككل مدى تفهمه وعمله الجاد ضد هذه الأزمة وضد هذا الوباء وأثبت للعالم أجمعين بأنه قادر على مواجهة كل الظروف الصعبة بدعم كامل من الحكومة الرشيدة وبالتالي أتوقع بأن الشعب سوف يتهافت ويقبل كما نلاحظ الآن على أخذ اللقاح بدون أي إلزامية، فنشر الوعي وتثقيف المجتمع هما مفتاح النجاح.
* هل لديكم في المستقبل نية إصدار ما يشبه جواز السفر لكل من أخذ اللقاح والذي يتيح لحامله حرية السفر والتنقل؟
أخذ اللقاح هو من الإجراءات الهامة جداً للحفاظ على سلامة من يأخذ اللقاح والحفاظ أيضاً على سلامة المجتمع وعدم نشر المرض بين دول العالم.
ولذلك لا استبعد أن تقوم بعض الدول أو أن يكون هناك اتفاق مسبق بين عدد من الدول أو عن طريق منظمة الصحة العالمية لطلب الحصول على هذا التطعيم قبل السفر إلى بلدانها، وهذا حق مشروع لأي دولة تراه مناسباً للحفاظ على الصحة العامة في هذا البلد بما يحفظ سلامة الجميع.
وكلي ثقة بأن اللجان العلمية بوزارة الصحة واللجان المشتركة المعدة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين لن تتأخر في عمل كل ما يحفظ سلامة المواطن والمقيم على أراضيها.
* دعني أسألكم دكتور بهذا السؤال الافتراضي أو الحدث المتوقع الذي قد يصادف أي شخص:
«أخذت الجرعة الأولى من اللقاح ثم أصبت بكورونا» ماذا أفعل وكيف أتصرف؟؟
شكراً لك على هذا السؤال المهم جداً وعن الإجراء.. وأقول: في حال حصول عدوى بكورونا بعد تلقي اللقاح وهو أمر يعد علمياً ممكناً في بعض الحالات للأسباب التالية: عادة ما يأخذ اللقاح فترة من ثلاثة إلى أربعة أسابيع حتى تتكون الأجسام المضادة والتي تحمي من العدوى، وكذلك يحتاج اللقاح إلى جرعتين كاملتين بينهما تقريباً ثلاثة أسابيع لتفعيل دور المناعة بشكل كامل وحتى يأتي اللقاح كفاءته الكاملة، أضف إلى ذلك ما ذكرناه سابقاً بأن ضرورة استمرار كل الأمور الوقائية والاحترازات من غسل اليدين ولبس الكمامة والتباعد الاجتماعي خلال فترة أخذ اللقاح حتى يصل المجتمع إلى الفترة الآمنة والإعلان عن زوال الوباء، ولهذا أنصح الجميع بالالتزام بالأمور الوقائية بشكل كامل حتى زوال الأزمة بإذن الله.
* متى ستتم تغطية بقية مناطق ومحافظات المملكة بمراكز اللقاح؟ وهل سيتم الاكتفاء بلقاح فايزر الحالي أم ستتوسعون في لقاحات أخرى؟
هناك جهد جبار تقوم به الدولة ممثلة بوزارة الصحة والوزارات المعنية التعاون والمشاركة في دعم توزيع اللقاح عبر مناطق المملكة الرئيسية وكما تعلمون فقد تم افتتاح ثلاثة مراكز رئيسية في المناطق الكبرى في المملكة في الرياض وجدة والمنطقة الشرقية، وسوف يتم الاستمرار في الخطة المتبعة من قبل وزارة الصحة لنشر مراكز التطعيم في كل مناطق ومدن المملكة العربية السعودية بشكل كامل بما يضمن تلقيح أكبر عدد ممكن وإيصال التطعيم لكل المواطنين والمقيمين على أرض هذا البلد، وفيما يخص أنواع اللقاحات وكما تعلمون اللقاح المتوفر الآن هو لقاح شركة فايزر وهذا اللقاح مأمون وقد تم الاعتراف به محلياً ودولياً من قبل هيئة الدواء العالمية والمحلية وتمت مراجعتها من قبل وزارة الصحة، وأنا كلي ثقة بأن حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين والتي شعارها الإنسان أولاً لن تتأخر في دعم المواطن والمقيم بتوفير اللقاحات اللازمة من كل مصدر آمن متى ما تم اعتمادها من قبل هيئة الدواء والغذاء العالمية والمحلية وأثبتت مأمونيتها.
* حملة التشكيك وترهيب المجتمع من جدوى اللقاح التي يتحدث بها البعض ومنهم أطباء للأسف!! كيف يمكن التعامل معها؟؟
هناك العديد من المشككين والذين يضعون نصب أعينهم نظرية المؤامرة والأحلام الواهية والأفكار الضارة التي لا تنفع وهي بعيدة كل البعد عن الحقيقة العلمية والثوابت الطبية التي تقف عليها وزارة الصحة والدولة أعزها الله. وسوف يزيد عدد المشككين والمناهضين للتطور العلمي الطبي والصحي في هذه الفترة وليس فقط في بلدنا وإنما على مستوى العالم ككل.
ومن هنا أقف من خلال منبركم وأدعو الجميع بأخذ المعلومات العلمية الصحيحة من مصادرها الرسمية لوزارة الصحة والقنوات المعروفة من قبل الإعلام المعتمدة من قبل وزارة الصحة وعدم الالتفات إلى الشائعات المغرضة والتي قد تؤثر سلباً على نهضة المجتمع طبياً وصحياً، وأدعو الإعلام في دعم كل هذه الخطوات لتوضيح وتثقيف المجتمع والبعد كل البعد عن كل ما يعطل النهوض للقضاء على هذا الوباء.
* أخيراً.. ماذا تودون قوله؟
كلمة أخيرة أحب أن أشارك بها الجميع أبدأها بالشكر الجزيل لهذه الحكومة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين التي لم تتأخر يوماً في دعم الإنسان في دعم المواطن والمقيم وإعطائه كل الأولويات والمراهنة عليه وجعله الرقم واحد في كل الأمور خلال هذا الوباء.
ثانياً أتقدم بالشكر الجزيل لكل من حارب وجاهد هذا الوباء منذ أول يوم وخاصة زملائي الأطباء وكل الكادر الصحي بكل أطيافه من تمريض ومكافحة عدوى وصحة عامة وكل ممارس الصحي خلال هذه الفترة.. تحياتي الخاصة لجنودنا البواسل تحياتي الخاصة لكل الوزارات المشاركة في القضاء على هذا الوباء، ونسأل الله العظيم أن يحفظنا ويحفظ وطننا الغالي من كل مكروه.