عطية محمد عطية عقيلان
خلال مسيرة الإنسان في حياته العملية يقابل عدداً كبيراً من الأشخاص في مختلف المهن والأعمال يستفيد ويتعلم منهم وبعضهم يقدم الدعم بلا حدود، ويترك أثراً كبيراً في كل من يتعامل معه يدعون له ويذكرونه بالخير والثناء على عطائه وتقديم خبرته، وهؤلاء الأشخاص يمتازون بدماثة الخلق وبحسن التعامل وجمال الروح والتواضع مهما كانت مسؤولياتهم كما أنهم يقدمونه للقريب وللبعيد حتى ولو بدون معرفة، يؤمنون أن لهم رسالة إنسانية وأن خبرتهم ومعرفتهم هي ملك لمجتمعاتهم ومن حقها الاستفادة القصوى منها بدون ضجيج أو تلميع أو منة وأذى. وبوجود وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وسرعة الانتشار ظهر الكثير ممن يقدمون معرفتهم وخبرتهم عليها، لا يعرفون من يتلقى معلوماتهم ولكنهم يقدمون ما لديهم من علم ومعرفة وخبرة هدف الكثير منهم الفائدة ودعم المجتمعات الإنسانية بالمفيد، وأصبحت بعض الحسابات واجهة ثقافية معرفية إيجابية محفزة لأن أصحابها يعرضون كل إيجابي ومفيد للعموم مع حرصهم على بث الأمل والتفاؤل والإيجابية بدون مبالغة، لتكون مثالاً لنا جميعاً لسلوك هذا المنهج بنشر المفيد والإيجابي وليس تصيد الأخطاء والزلات وكأن وظيفتنا في الحياة مثل كاميرا مراقبة السرعة أو قطع الإشارة فقط رصد المخالفين، علماً أنه يوجد في الحياة داعمون عن بُعد يقدمون ويلتقطون كل مفيد وإيجابي حسب مركزهم الوظيفي وتستمر طيلة مسيرتهم وحتى بعد مماتهم.
- فذاك رئيس تحرير يؤدي رسالته في نشر ثقافة النقاش والتعبير ورفع وعي قارئ جريدته ويحيط نفسه بمجموعة من الداعمين لهذا الفكر وإتاحة الفرصة لكل موهبة وكاتب ومحلل لنشر مختلف الآراء.
- وهذا طبيب يقتطع من وقته ويبذل قصارى جهده في توعية الناس وإيصال المعلومات الصحيحة دون تهويل أو يستخدم الشعبوية لجذب الناس حتى ولو على حساب الأمانة العلمية والصحية.
- وهناك المهندس أو العقاري الذي يقدم خبرته ومعرفته لرفع معرفة الناس وتجنب الغش والخسارة.
- ورجل أعمال يجتهد في تقديم خبرته ومعرفته من خلال المحاضرات والمعلومات عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ليقدمها تسهيلاً للشباب في بدء العمل الخاص والنجاح وتجنب الصعوبات.
- وذاك يحرص على أن يكون إيجابياً في كل من حوله وأصدقائه وزملائه ويبث الأمل أينما حل، يرى في كل حدث جانباً مشرقاً وإيجابياً.
إنها نماذج إيجابية حقيقية نتمنى أن نتعلم منها ويزيد عددها في مجتمعاتنا وتكون محفزة لنا بصنع سيرة داعمة ومعطاءة وتكون أسلوب حياة ولنتذكر جميعاً أن من أعظم إنجازات الإنسان التي يفخر بها وتسعده هي ما يقدمه من دعم ومساندة ومعرفة وخبرة لكل من يستطيع حتى ولو كان الدعم عن بُعد، وتدل على سمو صاحبه وعلو أخلاقه وفضائل مكارمه، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ...الخ الحديث.