د.عبدالعزيز الجار الله
اختارت المملكة العلا مقراً لاجتماعات قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية 41 ليكون رابطة خير في وحدة الخليجين:
- الخليج العربي شرقاً.
- وخليج العقبة غرباً.
هذان الخليجان منبعهما واحد ومصبهما واحد:
فالخليج العربي مصادر مياهه، شمال الخليج وشط العرب، وبحر عمان، وبحر العرب، والمحيط الهندي، ويرتبط شمالاً بشط العرب نهري دجلة والفرات يمران بالعراق وسوريا وتركيا.
وخليج العقبة مصادر مياهه جسم البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب، والمحيط الهندي، وترتبط مياهه شمالاً بمياه قناة السويس التي ترتبط بالبحر الأبيض المتوسط ودول الحوض منها الأردن وسورية وفلسطين لبنان وتركيا.
والخليجان يتغذيان بصورة أو أخرى بمياه المحيط الأطلسي، إذاً هما ضمن دائرة مائية غاية في الأهمية، ويمران عبر أهم المضائق المائية التجارية: مضيق هرمز، ومضيق باب المندب، وخليج عدن، وممر قناة السويس، هذه الحقيقة الجغرافية والتجارية والاقتصادية تدركها جيداً دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق وإيران واليمن والأردن وفلسطين وسورية ولبنان وتركيا. وأن المملكة لا أحد يحاصرها بل هي من يحاصر إذا رغبت في غرب وجنوب غرب آسيا، وبأن الخليج العربي رابط أخوي لجيرانها من دول الخليج والدول العربية، وليس هو بوابتها المائية الوحيدة، وأن للمملكة حلول عديدة لكنها تحرص على تماسك مجلس التعاون الخليجي، وعلى التضامن العربي ووحدة الوطن العربي والروابط الإسلامية.
دول مثل إيران وتركيا اعتقدت أن المشرق العربي بعد الربيع العربي 2010م أصبح قابلاً للتقسيم والتجزئة وتصنيفه لدويلات وأقاليم وجماعات عرقية، واندفعوا بهذا الاتجاه وكشفوا أوراقهم، حتى أصبحت إيران دولة محاصرة من الداخل والخارج وتطاردها الدول، وتركيا كمركب هائم في مياه البحر الأبيض المتوسط تتلاطم به رياح الدول، ومهاجر يبحث عن ملاذ.