سهوب بغدادي
فيما انعقدت القمة الـ41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الثلاثاء المنصرم في محافظة العلا، في ظل الأبعاد الكائنة قبل عودة التئام العلاقات الخليجية - الخليجية، فضلاً عن الظروف والتحديات التي يشهدها العالم أجمع بتفشي فيروس كورونا المستجد، حيث أتت قمة العُلا التاريخية لتعيد اللحمة الخليجية بالفعل وتؤتي ثمارها، فضلاً عن ترسيخ مبدأ سيادة المملكة وروح الريادة التي تتوسم بها في جميع النطاقات على الدوام.
في الوقت الذي تحث السياسة السعودية على دعم المجلس الخليجي وجميع أعضائه، وتثبيت الترابط والتعاون المشترك فيما بينهم ودعم المواطنين الخليجيين تباعاً.
إنه ليس من المستغرب أن يتم اختيار العلا موطن الحضارات القديمة والمعلم الفني البديع كأحد الأماكن اللافتة لاحتضان القمة وغيرها من الاجتماعات التي سترسخ على صفحات التاريخ، حيث تبع تثمين سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، معالي وزير الثقافة ومحافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، انعقاد القمة الخليجية في العلا، بقوله على حسابه في منصة تويتر: «إنها ملتقى الحضارات والشعوب والثقافات»، ومن المقرر عقد القمة في قاعة مرايا، التي وثقت في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم مما يتيح عكس طبيعة المناظر الخلابة على الصرح المعماري بشكل فريد. كما يعد تلاقي الحضارات من أزمنة عديدة للشعوب، علاوة على توسط العلا بين عدد من المناطق الأخرى التي تحمل معاني مميزة لدى المسلمين كالمدينة المنورة التي تبعد 300 كيلو متر، وقد تشكل محطة مهمة قبل أو بعد القمة لأعضاء الوفود، وبذلك تشتمل رحلتهم على العديد من المحطات المختلفة كالثقافة والفن والسياسة والدين. على صعيد منفصل، تعد قمة العلا خطوة لتأصيل ثقافة السياحة الداخلية لدى المواطنين، وتشجيع العالم الخارجي على تفعيل السياحة داخل المملكة بالتزامن مع إعلان وزارة الداخلية مؤخراً عن إنهاء العمل بالإجراءات الاحترازية فيما يختص برفع الحظر عن الحدود والمنافذ المختلفة. لذا تعد فكرة اختيار العلا لانعقاد القمة الخليجية فكرة إبداعية وقوة ناعمة بحق.